الأخبار

هاني الهزايمة : غزة تنزف والعالم يصمت.. لا تتركوها وحيدة

هاني الهزايمة : غزة تنزف والعالم يصمت.. لا تتركوها وحيدة
أخبارنا :  

في كل يوم جديد من الحرب الصهيونية البربرية على غزة، نسمع عن عشرات القتلى والجرحى، أطفال ونساء وشيوخ تُزهق أرواحهم تحت أنقاض البيوت التي كانت ملاذهم الآمن.

ورغم بشاعة المشاهد وتكرار المآسي، يبدو أن الاهتمام الدولي والعربي آخذ في التراجع، وكأن الألم أصبح مجرد خبر عابر على شاشات الأخبار، لا يشعر بوجعه إلا من يعيش المأساة في قلبها.

لقد أصبح الاعتياد على المشاهد المروعة خطرًا حقيقيًا يهدد الضمير الإنساني. مشاهد الأطفال تحت الأنقاض، والأمهات اللواتي يودعن فلذات أكبادهن، والآباء الذين يحملون على أكتافهم أثقال الفقد والدمار، باتت تُقابل بصمت مطبق من العالم. الاعتياد على هذه الجرائم يجعلها تبدو وكأنها واقع حتمي لا يمكن تغييره، ويُفقد الشعوب حسها الإنساني ويضعف قدرتها على التحرك والاحتجاج.

في ظل هذا الصمت المخيف، يبرز الأردن كاستثناء على المستويين الشعبي والرسمي. فالمواقف الأردنية، سواء من خلال البيانات الرسمية أو التحركات الدبلوماسية أو الاحتجاجات الشعبية، تعكس موقفًا ثابتًا وداعمًا للشعب الفلسطيني.

لقد ظل الأردن، قيادةً وشعبًا، وفياً لقضية فلسطين، يحمل همها ويدافع عنها في كل المحافل.

على المستوى الشعبي، لم تهدأ المظاهرات والمسيرات التي تعبّر عن غضب الأردنيين تجاه ما يحدث في غزة، وتؤكد تضامنهم الكامل مع الفلسطينيين. أما على المستوى الرسمي، فإن التحركات الأردنية الدبلوماسية لم تتوقف، سواء من خلال الاتصال بالقوى الدولية أو الدعوة لوقف العدوان ورفع الحصار.

ما يثير الحزن والاستغراب هو غياب الأصوات العربية والإسلامية التي كنا نسمعها بقوة في بداية العدوان. تلك الأصوات التي كانت تعلن تضامنها مع غزة وتدين الجرائم الصهيونية أصبحت اليوم خافتة أو غائبة تمامًا. وكأن غزة تُركت وحيدة تواجه مصيرها، في وقت تحتاج فيه إلى كل صوت وكل موقف وكل تحرك.

إن ما يحدث في غزة ليس مجرد عدوان على قطعة من الأرض، بل هو جريمة إنسانية تستهدف كرامة ووجود الشعب الفلسطيني. السكوت عن هذه الجرائم يُعتبر تواطؤًا غير مباشر مع الاحتلال، ويشجع على استمرارها وتصعيدها.

على الدول العربية والإسلامية أن تتحرك فورًا، وأن تعيد القضية الفلسطينية إلى صدارة اهتماماتها. يجب أن تتكاتف الجهود للضغط على المجتمع الدولي لوقف العدوان ورفع الحصار، ودعم صمود الشعب الفلسطيني بكل الوسائل الممكنة.

غزة اليوم تنزف، وأهلها يصمدون ببطولة أسطورية، لكنهم بحاجة إلى دعم حقيقي. علينا جميعًا، شعوبًا وحكومات، أن نكون صوتًا لغزة ودرعًا يحميها. الاعتياد على المآسي خطر يهدد إنسانيتنا، والصمت جريمة لا تقل بشاعة عن العدوان نفسه.

لنكن على قدر المسؤولية، ولنُثبت أن غزة ليست وحيدة، وأن فلسطين ستبقى القضية المركزية التي توحدنا جميعًا. ــ الراي

مواضيع قد تهمك