الأخبار

جوليانا الصادق..مشوار مكلل بالذهب

جوليانا الصادق..مشوار مكلل بالذهب
أخبارنا :  

عمان - عودة الدولة :
«أرهقتها الإصابات، لكنها لم تخبر أحد عن حجم المعاناة وأكملت مشوارها المكلل بالذهب، متحدية الظروف المحيطة والجغرافيا، رافضة أن تدفع فاتورة ضربة في الهواء أو نقاط جنتها فوق منصات التتويج.. كانت تخفي في داخلها كتاب لا يحمل الرقم السري لأنها كتبت الحروف بسطور الأناقة والإبداع.. ولأن لكل بداية نهاية كما يروي عشاق التاريخ.. ودعت نجمة المنتخب الوطني للتايكواندو جوليانا الصادق بساط المنافسة بعد سيرة ومسيرة ورحلة طويلة تحتاج للتوثيق».
ربما لا تحتاج بطلة بحجمها لمقدمة توضح طبيعة الأشياء عن ملفات طويلة مليئة مساحات من العطاء، إذ أن حفل اعتزالها البسيط بحضور سمو الأميرات آية بنت فيصل وعائشة بنت فيصل وسارة بنت فيصل في ديوان اللوزيين تحول إلى لوحة عفوية، ولعل السبب الرئيسي وراء ذلك ليس نجوميتها فحسب، وإنما قدرتها الفائقة على توجيه الأنظار نحوها لما تملكه من المخزون البشري الذي جعلها الأكثر نيلاً للميداليات وتوغلات في التصنيف العالمي لتكون الأولى بكل شيء حتى بات اسمها على جدران الاتحاد القارية والدولية العنوان الرئيسي وملهمة الأجيال كما يحلو لأنصارها بمناداتها.
ولأن التاريخ لا يمكن تجاوزه جاء مهرجان الاعتزال بعناوين كثيرة أبرزها «قصة لن تنسى»، والعنوان بحد ذاته يلخص فصول من أيام مميزة بدأت بحلم صغير وكبرت مع كل خطوة.
سردت جوليانا خلال الحفل بإدارة الزميلة رندة كرادشة الكثير من الشؤون وذكرت في هذا السياق: وجدت نفسي في الصغر على بساط الحلبة ولم أكن أعلم ما ينتظرني سوى حلمي أن أكون قوية ومميزة، ووالدي كان يشرف على التدريبات في البيت ويبدي اهتمامه بكل صغيرة وكبيرة بهدف تقديم الفائدة لنا، ورياضة التايكواندو فيها التحديثات والصعوبات وكنت دائماً أقول أنها لعبة فردية، وإنما في الحقيقة هي جماعية كفريق واحد من مدربين ومتابعين وباقي العناصر من أركان.
وأضافت: اليوم أشارككم قراراً عزيزاً على قلبي بمشاعر مختلطة، حيث أُعلن اعتزالي الحلبة كلاعبة، فقد كانت التايكواندو رحلة مليئة بالشغف، والإنجازات التي ستبقى محفورة في ذاكرتي للأبد. هذا ليس وداعًا لرياضتي المفضلة، بل بداية لفصل جديد أعيش فيه حبها بطرق مختلفة..شكراً من القلب لكل من دعمني وآمن بي في هذه الرحلة المميزة.
بدوره أشاد نائب سمو رئيس اللجنة الأولمبية، د. ساري حمدان بما قدمته اللاعبة، واصفاً إياها بالنجمة التي رفعت العلم الأردني في المحافل الخارجية وتستحق الكثير من التكريم «نحن في اللجنة الأولمبية لن ننسى ما فعلته جوليانا على مدار سنوات طويلة وبالتالي سندعمها ونتمنى لها التوفيق في الخطوة المقبلة».
ونقل تحيات رئيس اللجنة الأولمبية سمو الأمير فيصل للنجم المعتزلة، مؤكداً على أنها نالت محبة الجميع لما رسمته خلال تلك السنوات.
وأوضح أمين سر اتحاد التايكواندو المهندس فيصل العبداللات أن اعتزالها كان مؤثراً لأسرة التايكواندو نظراً لأنها كانت الورقة الأساسية في المنتخبات الوطنية «رصيدها الكبير للأردن من الإنجازات يجعلنا نفتقد تلك البطلة وجوليانا كانت مميزة ومن اللاعبات الملتزمات وفي تاريخها حصاد واسع من التألق».
واعتبر العبداللات مثل بقية المتحدثين أن اعتزالها خسارة يصعب تعويضها «رغم اننا نفتقدها لاعبة ولكن كلنا ثقة بأنها ستواصل مشوارها مع اللعبة بمكان آخر».
وضمن الإطار ذاته روى المدير الفني للمنتخبات الوطنية فارس العساف قصة البطلة بطريقة أخرى «لم تكن لاعبة فقط وشاهدنا في الكادر عن السفر أنها مختلفة عن البقية وحريصة على زملائها في اللعبة ومما لا شك فيه سنشعر بفقدانها هذه الأيام على وجه التحديد، ونحن في هذا المكان نطلب منها المساهمة معنا في صناعة أكثر من جوليانا جديدة لكي تبقى الأردن في مقدمة دول التايكواندو».
وعن أهل اللاعبة أكد شقيقها البطل يزن الصادق أن عائلته لم تتوقع هذه اللحطة «منذ الطفولة وهي صورة مميزة وتملك طموحات واسعة وأنا كنت معها جزءاً لا يتجزأ من تلك الرحلة وكنا نرى في عيونها روح الإنجاز من خلال المثابرة في التدريبات».
وأجمع نجوم المنتخب الوطني صالح الشرباتي وزيد مصطفى وزيد الحلواني لـ «الرأي» أن اعتزال جوليانا الصادق كان صعباً علىهم لأنهم لعبوا ضمن صفوف المنتخبات فترات طويلة معتبرين أنها بطلة نادرة وكانت تدعم الجميع وتقف معهم بقوة على حد وصفهم.
وشهد الحفل بعد بدايته بالوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء، عرض فيديوهات خاصة عن مسيرة البطلة، وتم تكريمها بدروع مقدمة من حمدان والعبداللات ورئيس ديوان اللوزيين المحامي عمر اللوزي.
ووصفت الأمين العام للجنة الأولمبية رنا السعيد الأمر بعد مغادرة النجمة اللامعة «مسيرة عظيمة وإنجازات مميزة حققتها بطلة التايكواندو الأردنية، جوليانا الصادق، على مدار مسيرتها، مما جعلها واحدة من أبرز اللاعبات في تاريخ الرياضة الأردنية..على الرغم من اعتزالها كلاعبة، إلا أنني واثقة أن جوليانا ستواصل مسيرتها في التايكواندو، وستُسهم في تدريب وصناعة أبطال وبطلات يواصلون التفوق لرياضة التايكواندو الأردنية.. شكراً جوليانا على كل ما قدمتيه للرياضة الأردنية».
ما وراء الخبر، ومع عدم وضوح الخطوة القادمة، علمت «الرأي» أن هناك ضغوطات كبيرة على اللاعبة لكي تلتحق بالتدريبات تمهيداً لاستفادة من خبرتها نحو ترجمة الأبطال والبطلات. ــ الراي

مواضيع قد تهمك