الأخبار

محمد خروب : لبنان: هل «يلتزم» العدو الاتفاق «المُعلَن».. أم الضمانات «السرِّية» الأميركية؟

محمد خروب : لبنان: هل «يلتزم» العدو الاتفاق «المُعلَن».. أم الضمانات «السرِّية» الأميركية؟
أخبارنا :  

من المبكر جداً الاطمئنان الى سيل التصريحات وبيانات الترحيب, التي بدأت تصدر عن دول وحكومات ومنظمات دولية وإقليمية, في شأن اتفاق وقف النار بين العدو الصهيوني, والحكومة اللبنانية/حزب الله, والذي تم التوصل اليه «برعاية» أميركية ــ فرنسية, ما بالك لو جاء ذلك الترحيب من رئيس الإبادة الصهيوني/ بايدن, ناهيك عن تبجح مايك والتز، الذي اختاره ترمب لمنصب مستشاره للأمن القومي، إذ «غرّدَ» في منشور على منصة «X»، اول أمس/الثلاثاء، وقبل وقت قصير من توقيع «كابينيت» العدو الاتفاق: (الجميع قادمون إلى طاولة المفاوضات بسبب الرئي? ترامب... لقد أرسلَ انتصاره «المُدوي» رسالة واضحة إلى بقية العالم, بأنه «لن يتم التسامح مع الفوضى». أنا سعيد برؤية خطوات ملموسة نحو التهدئة في الشرق الأوسط).

وإذا كانت «الشياطين» تكمن في التفاصيل, فإن من الحكمة التأني والتمحيص ليس فقط في ما تستبطِنه تصريحات قادة العدو, سواء في ما خص وزراء الائتلاف الذي يرأسه مجرم الحرب/ نتنياهو, أم خصوصا ما يقوله أركان المعارَضة, الذي إسّتلّوا «سكاكينهم» لضرب الاتفاق وتصفية «حساباتهم» مع نتنياهو, تحت مزاعم ان الاتفاق يُشكّل «هزيمة مُذلة» لإسرائيل, وكم حرِيّ بنتنياهوــ يقولون ــ ان يهتمَ اولاً بإطلاق سراح الأسرى لدى «حماس». بل خاصة ان نعكِف على قراءة البنود «المُعلنَة» من الاتفاق (علما ان هناك بنوداّ «سِرّية», او ما سُمِي بالنص ?مُلحق الضمانات الأميركية لإسرائيل", تم الاتفاق عليه بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو, قامت القناة/13 العبرية بنشر تفاصيله. ما يُثير المخاوف بأن ما جرى بين واشنطن وتل أبيب في الخفاء لا يدعو للطمأنينة, خاصة ان الأميركيين سيتوّلون «قيادة» فريق المراقبة «الخُماسي» في جنوب نهر الليطاني, والإشراف على انسحاب القوات الصهيونية من المواقع «القليلة» التي تمركزت فيها. ناهيك عن «مُراقبة» سحب حزب الله سلاحه الثقيل وعناصره من المنطقة.

لنقرأ فقط بعض بنود ملحق الضمانات «الأميركية» كما نشرتها القناة 13/ العبرية»:

** يُحدد الملحق الإسرائيلي/لأميركيا التفاهمات «الأمنية» بين الجانبين، بما في ذلك «منح إسرائيل حق الرد على أي تهديدات قد تنشأ من الأراضي اللبنانية»، على أن تدعم واشنطن «احتفاظ إسرائيل بحقها في التحرك, ضد أي انتهاكات في جنوب لبنان في أي وقت».(علما ان ذلك تم الكشف عنه في أعقاب إعلان نتنياهو, أن إسرائيل توافق على وقف إطلاق النار في لبنان، مُشدّداً على أنه (بالاتفاق الكامل مع الولايات المتحدة، نحتفظ بـ«الحرية التامّة للتحرّك عسكريا» في لبنان. وأضافَ نتنياهو: «إذا انتهكَ حزب الله الاتفاق وحاول إعادة التسلّح، سنُ?اجم؛ إذا أطلقَ صواريخ، أو حفرَ أنفاقًا، أو أدخلَ شاحنات محملة بالصواريخ، سنُهاجم», معتبرا أن «مُدة وقف إطلاق النار, تعتمد على ما سيحدث في لبنان»). ثمة بند «مُفخّخ» آخر يقول: إسرائيل والولايات المتحدة تعتزمان «تبادل معلومات استخباراتية حساسة", تتعلق بالانتهاكات، بما في ذلك أي اختراق لحزب الله في صفوف الجيش اللبناني.

فهل نحن أمام «هدنة» غير معلومة «المدة»؟, أم أنها مُجرد «هديّة» أرادَ نتنياهو منحها للرئيس المنتهية ولايته والآفل نجمه وعهده جو بايدن, شريكه في حرب الإبادة والتهجير والتطهير العِرقي والتجويع والتدمير, ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر والمنكوب؟. ما يستدعي التوقف والتأمل ملِياً في التغريدة المثيرة بل غير المسبوقة, التي «غرّدها على منصة (X)», الوزير العنصري الفاشي, الذي كان دعا قبل تغريدته بدقائق الى استيطان قطاع غزة, «وتقليل/ إقرأ إبادة» عدد سكانه الى النصف, ونقصد وزير المالية والوزير في وزارة الحرب الص?يونية/ المسؤول عن شؤون المستوطانت اليهودية في الضفة المحتلة/سموترتش, إذ جاء في تغريدته: مُبررا تصويته لصالح وقف النار: ان «هذا الاتفاق ربما يضّمَن أمن إسرائيل للأبد».

ما سبقَ وما سيأتي لا يعني ان دوله العدو وجيشها المُنهك والضربات الصاروخية القوية والمؤثرة وغير المسبوقة, التي طالت معظم مساحة فلسطين المحتلة وبعمق 150 كم جنوباً, لم تكن أحد الدوافع بل الدافع الأساس لسعي نتنياهو وائتلافه الفاشي الى اتفاق لوقف النار, أسهمت إدارة بايدن وقوى غربية أخرى في ترتيبه على هذا النحو «المُفخخ» ان الاستهداف الصهيوني, كان مُركزا على طائفة معينة واماكن سكناها, ومصالحها المعيشية والحياتية والاقتصادية والمالية والتعليمية والصحية, بل كل أسباب الحياة, وكان بالإمكان «تأجيل/وليس إلغاء او تجاهل? البحث, في أي ملفات خلافية سياسية او دستورية او طائفية أخرى, والتفرّغ لمواجهة مخططات العدو, التي لن تنتهي مع وقف النار هذا, بل إن الموامرة الصهيو أميركية مُستمرة. ولن يدفعَ طرف او حزب او طائفة مُعينة, وحدها الثمن «بعد وقف النار المُفخخ», بل كل لبنان من أسف, رغم ان الفرصة لم تفُتْ لإحبط خطط العدو ومؤامراته المُعلن منها والخَفِيّ. ــ الراي

kharroub@jpf.com.jo

مواضيع قد تهمك