الأخبار

صالح الراشد يكتب : العدوان على غزة ولبنان سيناريو واحد مُعد مسبقاً

صالح الراشد يكتب : العدوان على غزة ولبنان سيناريو واحد مُعد مسبقاً
أخبارنا :  

صالح الراشد

سيناريو مكرر لما جرى في غزة يجري الآن في لبنان لتحقيق أهداف صهيونية محددة منذ فترة زمنية طويلة، فالاحتلال سعى منذ زمن لترتيب الأمور لينقض على غزة ولبنان كونه يحتاج أراضي شمال غزة لإنشاء قناة بن غوريون، ولبنان للسيطرة على الحدود المائية والحصول على حقول الغاز في المياة الإقليمية في البحر المتوسط، وكان على الكيان الصهيوني أن ينال المباركة الدولية للهجومين لذا كان عليه ان يجعل حماس وحزب الله يهاجمانه ويقتلان عدد من سكان المستعمرات، لذا لا نستبعد أن تكون عملية السابع من اكتوبر قد جرت تحت أنظار الكيان على غرار عملية تفجير معبد النمسا في نهاية عقد السبعينات من القرن الماضي.

وعمل الكيان بطريقة إعلامية ممنهجة لتضخيم هجوم حزب الله والترويج له على أن الغاية منه تدمير الكيان الصهيوني، وقتل من فيه فيما يبحث الكيان عن طرق للدفاع عن نفسه من صواريخ تسببت بهجرة سكان الشمال كما فعلت حماس مع سكان الجنوب، والإعلان عن أرقام تفوق الخيال للخسائر الصهيونية الاقتصادية بسبب التهجير وهي خسائر قابلة للتعويض في ظل دعم الصهيونية العالمية للكيان، وأخفى الأرقام الحقيقية للقتلى حتى لا يؤثر على المجتمع الصهيوني ليصبح لدى الكيان سبباً مباشراً للبدء بعمليات القتل والإبادة المعد لها منذ سنوات.

ونجحت الإدارة الإعلامية الصهيونية باستغلال القنوات الفضائية العالمية والعربية بطرق غير مباشرة وغير مباشرة، وجعلهم يضخمون القوة التدميرية لأي صاروخ لحزب الله بفضل محللين لا يدركون أن دورهم ترويجي لتقبل الرد الصهيوني كما حصل مع حماس، والغاية من ذلك المساواة الإعلامية بين إبادة الصهاينة للفلسطينين واللبنانيين وعمليات المقاومة المحدود، الدفع الدول وشعوبها للاعتقاد بأن ما يجري ليس عدوان بل حرب متكافئة بل تصورها القنوات الأمريكية على أن صواريخ المقاومة تهديد فعلي للكيان، لتكون هذه الصواريخ هي السبب المباشر للعدوان الصهيوني مع العلم أن السبب المباشر لأي حرب كما يقول التاريخ هو أتفه الأسباب، ليكون ذلك مبرراً لقيام الكيان بقصف فلسطين ولبنان، مما تسبب في ارتفاع أعداد الشهداء إضافة لزراعة الخوف وبناء الشخصية الضائعة بين الهروب من الموت والصمود.

وبعد القصف الجوي الذي يشكل المرحلة الأولى في القتل تتمركز القوات العسكرية الصهيونية على الحدود، ويبدأ الإعلام بتناقل الاخبار عن الحرب البرية وهي المرحلة الثانية وان جيش الاحتلال لن يكون قادر على النصر بل سيُهزم بقسوة، ليتقبل العالم فكرة الاجتياح البري ويبدأ الإعلام بتضخيم العمليات الفردية للمقاومة ويركز على حالات الصمود رغم كثرة تجار الحدود، ويتعامل الإعلام مع العمليات الإجرامية للصهاينة في البلدين بأنها طبيعة اليهود، وفي المرحلة الثالثة يتدخل تجار الكلام الصهاينة ويؤكد كل منهم ان المهمة بتحرير الشعب اللبناني المُختطف من قبل حزب الله وان العدوان الصهيوني يعمل على تحرير اللبنانيين كما تم الإعلان في غزة بأن الغاية تتركز على تحرير شعب غزة من حُكم حماس.

وتقوم القنوات الفضائية ببث اجتماعات قادة الكيان التي يتم فيها تهديد الدول لزراعة الرعب، وكأننا نُشاهد فليم سينمائي أُنتج في هوليوود لمحاكاة الأفلام السابقة التي تنتهي دوماً بانتصار البطل الذي يختاره المُنتج، وبالتالي يتم زراعة الخوف في قلوب المشاهدين العرب العاشقين لأفلام الأكشن، ويصنع الثقة والأمل عند الصهاينة بأن نصر قواتهم قادم على الأشرار "كما يطلقون أعدائهم" الساعين لإلحاق الأذى بهم، لنجد ان فن محاكاة المشاهد جزء من الحرب النفسية التي تبدع القنوات الفضائية العربية في بثها وبشكل يضمن تحقيقها للأهداف، وقد يكون هذا الأمر مدروس ومخطط له عند البعض فيما قنوات أخرى تركب الموجة وآخرين يتصرفون بجهل ليكونوا عوناً للصهاينة.

آخر الكلام:

الفارق الأكبر بأن القوات الصهيونية فشلت في اغتيال كبار قادة حماس في غزة، عكس لبنان حيث قتلت الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وأكثر من عشرة من قيادات الصف الأول، كما نجحت في اختراق إيران وقتلت الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي واغتالت فيها رئيس المكتب السياسي أسماعيل هنية.

مواضيع قد تهمك