كمال زكارنة يكتب : اخفاقات امنية متتالية ..ماذا بعد؟
كمال زكارنة.
ندرك ان جميع الاجهزة الامنية العالمية تمارس نشاطها الامني على الساحة اللبنانبة ،وان هناك تنسيق وتعاون مشترك استراتيجي بين اجهزة الامن الغربية والاسرائيلية بشأن لبنان ،واستهداف قوى المقاومة هناك،وملاحقة القادة العسكريين والامنيين والسياسيين ،لكن ما جرى على ساحة حزب الله تحديدا في الضاحية الجنوبية من بيروت ،منذ اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري وما تبع ذلك من عمليات اغتيال ،راح ضحيتها عددا من القادة العسكريين في الحزب ،مثل فضل شكر، وابراهيم عقيل ،واحمد وهبي وغيرهم ،اضافة الى قادة ميدانيين اخرين من المقاومة اللبنانية والفلسطينية في لبنان،يستدعي التوقف والدراسة والمراجعة الشاملة للبنية الامنية في حزب الله ،لان المعلومات التي يحصل عليها العدو بكل هذه الدقة الزمانية والمكانية واسماء القادة وتحركاتهم ،ولحظة اجتماعاتهم وأماكن الاجتماعات وجدول اعمال الاجتماع ،والمواضيع والخطط التي يناقشها المجتمعون، وغير ذلك من معلومات مهمة،تشير الى اختراقات امنية خطيرة ،وخلل كبير في بنية الحزب الامنية ،اما من خلال وجود عملاء للعدو في الصفوف المتقدمة للحزب،او وجود متسللين قياديين صهاينة بأسماء عربية لبنانية بين كوادر المقاومة ،يقومون بنقل المعلومات حول تحركات وانشطة القيادات العسكرية والامنية لحزب الله، وخططهم العسكرية للعدو.
المراجعة والتدقيق والمراقبة للحلقات الامنية الضيقة، بات امرا ضروريا لوقف عمليات الاغتيال التي تقوم بها اسرائيل في الضاحية الجنوبية وغيرها وافشالها،من اجل الحفاظ على قوة المقاومة اللبنانية ،واستمرار صمودها واسناد المقاومة في فلسطين المحتلة،لان اضعاف اي محور او جبهة من جبهات المقاومة وخاصة اللبنانبة،سوف يؤثر سلبيا على جبهة غزة ،لصالح العدو.
بعد نجاح عمليات الاغتيال الاسرائيلية في لبنان ،ارتفع سقف نتنياهو المتشدد والمطالب بشروط جديدة من اجل وقف الحرب على قطاع غزة، تتلخص بفرض الرؤية والارادة الاسرائيلية على المقاومة الفلسطينية واللبنانية،وهذه احدى اهم نتائج تطاول العدو على المقاومة اللبنانية .
الحرب مع العدو ليست عسكرية وأمنية والكترونية فقط،لكنها مفتوحة على كل القطاعات والاحتمالات ،فهي حرب شاملة بكل معنى الكلمة .
اما الدور الامريكي فهو واضح تماما ،ولا يخفى على احد ان الولايات المتحدة شريك وطرف اساسي ورئيسي في الحرب على فلسطين ولبنان واليمن والعراق ،واساطيلها وحاملات الطائرات والسفن والقطع البحرية ،والقوات البرية في قواعدها العسكرية في المنطقة ،كلها على اهبة الاستعداد للقتال الى جانب اسرائيل في حال نشوب حربا اقليمية او على الجبهة اللبنانية ،لان امريكا تدرك جيدا ان اسرائيل غير قادرة على خوض حربا اخرى الى جانب عدوانها على قطاع غزة.
كما تقوم الولايات المتحدة بدور اعلامي وسياسي خبيث جدا،يهدف الى التبريد والتخفيف ،بعد كل جريمة يرتكبها الاحتلال في فلسطين او لبنان وأي مكان آخر،فتراها تسارع الى الدعوة لعدم التصعيد وعدم توسيع رقعة المواجهة مع اسرائيل.
المطلوب من المقاومة اللبنانية القيام بشدشدة مفاصلها الامنية ،وتنظيفها وتنقيتها جيدا،قبل ان يوغل العدو في عمليات الاغتيال ،لانه يعتمد على العملاء والمتعاونين معه، اكثر من اعتماده على التكنلوجيا التي لا ينكر احد تقدمه وتفوقه فيها،لكن يبقى الانسان العنصر الاساسي في نقل المعلومة والوصول اليها ،وتوظيفها واستخدامها في علميات الاغتيال.