م. فواز الحموري : لنتمهل قليلا
تسبق الفترة ما بين التكليف والتشكيل للحكومات جملة من المواقف والتي ينبغي بل يجب التمهل خلالها من إطلاق الأحكام والآراء والتصورات والأهم البعد عن الجانب الشخصي الخاص ؛ الرسالة الملكية لتكليف رئيس الوزراء كافية لثقة سيد البلاد بالحكومة القادمة وفي مقدمتها شخصية دولة الرئيس والمسؤوليات التي سوف يتحملها وفريقه الوزاري وتفاصيل المرحلة والدور المنوط بها وعلى المستويات المحلية والعربية والعالمية وبشكل واضح.
نواجه العديد من التحديات المحلية ومعضلة الخطاب والتواصل بين الحكومة والناس والقرار الحكومي ؛ ثمة من يمدح وآخر ينتقد وبين النقد والمدح تتسع المسافة للسؤال عن صلاحيات دولة الرئيس وفريقه الوزاري والكثير من التوقعات لتشكيلة الحكومة.
الحكم المسبق سمة عامة تواجه مجتمعنا والعديد ممن يكتبون ويتبرعون بإصدار الأحكام في جميع الملفات وعلى جميع الحكومات، بل ويسارعون في حشد مجموعة من الأفكار وبث المعلومات، وهذا ليس من باب الحكمة والأدب العام.
رشق رئيس الوزراء السابق والقادم بتهم وصفات لا يصل إلى مستوى المحاسبة والحوار والنقاش، ثمة مؤسسات رقابية وتشريعية هي الأقدر على وصف المراحل والمتابعة مع دولة الرئيس وطاقمه الوزاري.
تشكيل الحكومات في الصالونات السياسية أصبح الآن غير مجد لطرح أسماء للداخلين والخارجين من تشكيلة الحكومة، المطلوب اليوم حكومة يشكلها الشعب الواعي لمختلف القضايا التي تهمه والمواقف التي ينبض بها قلب المواطن ويتطلع إلى ظروف معيشية أفضل ومشاركة وتفهم لما يرغب أن تكون حياته وضمن مستويات مناسبة.
تناقض واضح نمارسه عندما تقدم الحكومة استقالتها وكذلك عند تكليف رئيس وزراء جديد لتشكيل فريقه الوزاري وضمن كتاب التكليف السامي والصلاحيات الموكولة للحكومة بإدارة الملفات وضمن نهج واضح ومدروس.
دولة الرئيس وفريقه الوزاري شخصيات عامة، ينبغي التركيز عند تناول الآراء حولها التريث قليلا والتمهل لكل ما يمكن أن يقال ويسجل ليس كرد فعل بل هو فعل يجدر بمن يقوم به التوقف مطولا أمام الخيارات والبدائل التي تواجه متخذ القرار وخصوصية كل مرحلة.
لكل دولة رئيس وزراء طريقته في الإدارة والتصرف والتواصل والمتابعة وحتى الاختيار والتعديل والحوار، ولعل المطلوب من دولة الدكتور جعفر حسان وفريقه الوزاري القرب أكثر من نبض المواطن وهمومه وتطلعاته ومتطلباته وتلمس احتياجاته.
للدولة الأردنية مسارات وخطط واضحة المعالم وخارطة طريق للمستقبل مع دخول المئوية الثانية ومتطلباتها من التنمية الشاملة واستقطاب الفرص لمواصلة البناء التحديث والتطور والعطاء وتوفير الظروف المناسبة للمواطن للعيش بأمان واطمئنان.
ليس استباق الأحداث مرهونا بتشكيل الحكومة، ولكنه مرتبط بالعديد من التوازنات والتي تبقى للحظة الأخيرة قبل إعلان تشكيلة الحكومة ضمن الأسماء المقترحة، ولنستوعب تماما فترة التمهل وإدراك وصف دولته بأنه الرئيس المكلف، ريثما تتشكل الحكومة، لنستطيع من ثمة البدء في توجيه الاهتمام نحو النقد والمدح وما نشاء حول الحكومة رئيسا وطاقما وزاريا وبشكل تام.
نعم نستعجل في إطلاق الكثير من الآراء والتعليقات مهما كانت درجة إلمامنا بالظروف المحيطة والأدوار المطلوبة ليس للحكومة وحسب ولكن للمراحل القادمة والتي يبدو أنها ليست بالسهلة والمفروشة بالورود على أقل تقدير.
الرأفة بالأردن ومكتسباته وما تم إنجازه خلال المئوية الأولى من عمر الدولة وما نخطط لإنجازه في المستقبل القريب ضمن إقليم ومنطقة ملتهبة لم تعرف الإستقرار على مدى ما مر وسيمر من أحداث ومفترقات وظروف ومعطيات.
لدولة الرئيس فرصة وفريقه الوزاري لنيل الثقة الشعبية ومن ثم النيابية بعد أن حظي بثقة سيدنا لتشكيل الحكومة والتشرف بخدمة الوطن والمواطن بثبات وقبول وسداد، لدولته والحكومة أمنيات التوفيق. ــ الراي
fawazyan@hotmail.co.uk