الأخبار

شحادة ابو بقر يكتب : كلام الملك.. ملك الكلام

شحادة ابو بقر  يكتب : كلام الملك.. ملك الكلام
أخبارنا :  

كل منصف تابع بحيادية خطاب الملك أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأول، يقف احتراما أمام منظومة فكرية إنسانية سياسية راقية في عمق إدراكها لما يعانيه العالم من أزمات هو السبب والمتسبب فيها.

كالعادة، خاطب الملك قوى النفوذ العالمي، وسائر دول الكوكب، بأسلوب لا يخلو من عتب تضمنته تساؤلات جلالته، عن تخلي الجميع عن مسؤولياتهم الإنسانية والقانونية حتى، حيال أزمات شعوب استفحلت عبر عقود، ووصلت الأمور بدول العالم إلى إدارة الظهور عنها، غير آبهة بمعاناة تلك الشعوب.

 

 

 

بأدب الملوك المعهود، لم يظهر الملك عتبه واستغرابه لهذا الواقع المر المرير، لكن تساؤلاته إزاء تخلي دول الارض عن مآسي اللاجئين حول العالم، ومنهم اللاجئون السوريون الذين يتحمل الأردن الوزر الأكبر اتجاههم، واللاجئون الفلسطينيون المهددة وكالة غوثهم بانقطاع إمداداتها المالية.

وزاد الملك بأن أكد كما فعل مرارا وتكرارا، بأن حل قضية فلسطين حلا عادلا يكفل قيام الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من حزيران ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، هو السبيل الوحيد لتكريس الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط كلها.

وإبراء للذمة من هذا الصمت المطبق الذي تمارسه دول النفوذ في هذا العالم والأمم المتحدة ذاتها، أكد الملك، أن الأردن سيحمي أمنه الوطني في مواجهة الفوضى والتطرف، وسيواصل حماية الهوية العربية والإسلامية للمقدسات في القدس الشريف، عبر الوصاية الهاشمية، في مواجهة مخطط ظالم يسعى إلى طمس تلك الهوية بوسائل شتى.

ولم ينس الملك الأزمة السورية ودور الأردن في البحث عن حل سياسي متدرج لها يحفظ وحدة سورية وحق شعبها في حياة حرة كريمة.

خطاب الملك كلام ملوك يقول الحق ولا يهادن أو يجامل على حساب معاناة الشعوب، لا بل يحث قادة الكوكب على تحمل مسؤولياتهم في العمل من أجل عالم يسوده الأمن والسلام، عوضا عن الصدام والعنف والتطرف الذي ينتج مآسي تدفع الشعوب ثمنها من امنها وقوتها، مشيرا إلى ١٠٨ ملايين لاجئ حول العالم يعانون بالضرورة الفقر والمرض ونقص الغذاء والدواء وسوى ذلك من متطلبات العيش الكريم.

الأردن لن يستقبل بعد اليوم المزيد من اللاجئين، ومن هم في رحابه وكنف رعايته، فمكانهم الطبيعي هو بلدهم وليس غيره.

نعم، كلام الملك ملك الكلام، وهل قال الملك ما يملك حر شريف عاقل راشد أن يقول نقيضه مثلا؟.

هكذا هو الأردن منذ فجره، قيادته الهاشمية الكريمة، مرجعية للحق وفي الحق، وهكذا هو الملك عبدالله الثاني، ينصح ويوجه ويدعو لما يرى أنه سبيل ساكني الكوكب نحو العدل والأمن والسلام، وتوظيف مقدرات الأوطان عندها في توفير حياة مزدهرة لشعوبها التي يعاني سواد منها اليوم، جراء الفقر والجوع والمرض والإحباط ونكد العيش، بينما سواد آخر يرى ويسمع ولا يحرك ساكنا للخلاص من هذا الواقع.

قال الملك كلمته كما في كل منبر عربي أو عالمي، وسيجد العالم نفسه ولو بعد حين، نادما ملوما جراء صمته عن الظلم والهيمنة واستقواء الأقوياء على الضعفاء على هذا الكوكب. الله من أمام قصدي. ــ الراي

مواضيع قد تهمك