الأخبار

نيفين عبد الهادي :مبروك للوطن

نيفين عبد الهادي :مبروك للوطن
أخبارنا :  

حين يفرح الأردنيون، تبتسم سماء الوطن وأرضه، تتوزع مظاهر الفرح في كل بيت وكل مكان عمل، تشتم رائحة البهجة في الهواء، وترى السعادة على شكل توزيع الحلوى و»الكنافة» والموائد يزيّنها المنسف، فيكون فرحنا جماعيا نعيشه بتفاصيل أردنية شعبية ورسمية، وأقولها أردنية لأنها لا تشبه سوى الأردن والأردنيين، ففرحنا ليس مجرد مشاعر إنما فرح نعيشه.
بعد فوز المنتخب الوطني على نظيره السعودي، واحد مقابل صفر، في نصف نهائي بطولة كأس العرب 2025 لكرة القدم، ليواجه المغرب في نهائي البطولة يوم غد الخميس، عاش الأردن والأردنيون فرحا لا يمكن وصفه بكلمات عادية، فقد صنع لنا النشامى فرحا عظيما، يحتاج لغة من نور لتخطّ جمالياته وتفاصيله، وروعته، وتحكي ما عاشه ويعيشه الأردنيون، من فخر وفرح وانبهار بأداء كروي رياضي نظيف، في كل مبارياته في بطولة كأس العرب، وصولا لنهائياتها، وكما وصفه كثير من المحللين بأنه مدرسة في أدائه.
وللفرح مجد مختلف، حين يراه جلالة الملك عبدالله الثاني، ويبارك للنشامى بتحقيقه، حيث هنأ جلالته المنتخب الوطني بمناسبة تأهله لنهائي كأس العرب قائلا: «مبروك يا نشامى.. مبروك للأردن» وذلك خلال كلمة لجلالته في افتتاح منتدى الأعمال الأردني الهندي، فهو فرح الأردنيين المقدّر، ففي تهنئة جلالة الملك دعم كبير، لمزيد من العطاء والتميّز للنشامى، وفي قول جلالته مبروك للنشامى، ومبروك للأردن، نعم مبروك للوطن، فرح أردني على مستوى الوطن، الوطن الذي يليق به الفرح، الفرح المختلف.
وبطبيعة الحال توّج دعم النشامى حضور سمو الأمير الحسين ولي العهد، الحضور الأخوي البعيد عن أي بروتوكولات حضور عظيم جعل من أداء النشامى يتسارع نحو الفوز، وهم يرقبون بقلوبهم قبل عيونهم سمو الأمير الحسين وسمو الأمير هاشم بفرحهما وتشجعيهما، وردود فعلهما تجاه كل حركة يقومون بها، فكان لهذا الحضور الهاشمي الأثر الأكبر في فوزهم، ونجاحاتهم، وتفوّقهم، بإصرار على إهداء سمو الأمير الحسين فوزهم الذي لم يأت بسهولة، أو صنيع الصدفة، إنما بلعب غاية في الصعوبة، منتزعين الفوز انتزاعا، في كافة مباريات كأس العرب، وفي مباراتهم يوم أمس الأول التي وصفها محللون بأنها ملحمة كروية.
حضور أردني بقيادة عظيمة وتميّز في الأداء الكروي، وجمهور بألق ورقي ووطنية بأعلى المستويات، حضور نتج عنه فرح يهديه النشامى لوطن يليق به الفرح، بتعب وإصابات أوجعت قلوبنا قبل أن توجع اللاعب نفسه فهو الأردن العائلة الواحدة، الذي ما يزال يدعو الله بكافة عائلاته على سلامة يزن النعيمات الذي أصبح فردا من أفراد عائلاتنا جميعا، وآهات الوجع صرخنا بها جميعا، فهذا هو الأردن، يخلق حضورا مختلفا أنيقا لافتا يبقيه أيقونة بكل مجالات الحياة.
دون أدنى شك، مباريات الأردن في كأس العرب 2025 لكرة القدم، وضع النشامى بها الأردن في مكانة متقدمة بل الأكثر تقدما عربيا ودوليا في كرة القدم بأداء رفيع المستوى، ليحضر الأردن على خارطة كرة القدم على مستوى عربي ودولي بشكل قوي، وبمساحة واسعة، إضافة لآلية لعب النشامى الذي تميّز بأعلى درجات الأخلاق والتميّز، واضعين هدفا واحدا لهم، تحقيق الفوز، ونيل حلم الأردنيين بفوز يتبعه فوز، وصولا للنهائيات، وفي هذه المباريات حضر الجمهور الأردني الراقي الذي كان داعما أساسيا للنشامى وكان يخاطبهم بلغة حُب أردنية، ليرد عليهم النشامى بانتصارات متتالية وأهداف نظيفة، وفوز تلو الآخر، يردون عليهم بفرح تلو الآخر.
ننتظر يوم غد الخميس، بروح وطنية رياضية وندعو الله أن ينتهي يوم الخميس والكأس في عمّان، بأداء راقٍ من النشامى، وباستثنائية كروية تعدّ حقيقة مدرسة ومدرسة عريقة في هذه الرياضة التي قدّم بها النشامى دروسا بأداء مختلف، وبروح رياضية لم تعهدها كثير من الملاعب.

مواضيع قد تهمك