د. خالد العاص : النشامى إلى نهائي كأس العرب.. دعم ملكي وفرح أردني
لم يكن فوز المنتخب الأردني على نظيره السعودي في نصف نهائي كأس العرب
مجرّد انتصار كروي عابر، بل محطة مفصلية في مسيرة «النشامى» تعكس حجم
التطور الذي بلغته الكرة الأردنية، وقدرتها على المنافسة بثبات أمام
منتخبات تمتلك تاريخ وخبرات طويلة في البطولات الكبرى. بهذا الفوز المستحق،
حجز الأردن مقعده في النهائي لملاقاة المنتخب المغربي، واضع نفسه أمام
فرصة تاريخية لكتابة فصل جديد في سجل إنجازاته.
دخل المنتخب الأردني
المواجهة بثقة واضحة وانضباط عال، ونجح في فرض أسلوبه على مجريات اللعب،
مستفيد من الروح القتالية، والتنظيم الدفاعي، والقدرة على استثمار اللحظات
الحاسمة، رغم غياب اللاعب يزن النعيمات بسبب الإصابة. ولم يكن التفوق وليد
الصدفة، بل نتيجة عمل تراكمي، وتحضير فني وبدني، وتركيز ذهني مكّن اللاعبين
من التعامل مع ضغط مباراة لا تقبل القسمة على اثنين.
هذا التأهل يعكس
صورة منتخب ناضج، يعرف متى يدافع ومتى يهاجم، ويلعب بروح الفريق الواحد،
حيث لم تبرز الفرديات على حساب الجماعة، بل تكامل الأداء ليمنح الأردن
بطاقة العبور إلى النهائي عن جدارة. كما يؤكد أن «النشامى» باتوا قادرين
على التعامل مع المواعيد الكبرى بثقة ومسؤولية، بعيد عن عقدة الأسماء أو
ثقل التاريخ.
ومع هذا الإنجاز، برز بوضوح الدعم المتواصل الذي يحظى به
منتخب النشامى من جلالة الملك عبد الله الثاني، وسمو ولي العهد الأمير
الحسين بن عبد الله الثاني، وهو دعم شكّل على الدوام ركيزة أساسية لمسيرة
الرياضة الأردنية، ورسالة معنوية رفعت من عزيمة اللاعبين وعكست اهتمام
القيادة بالشباب والرياضة كمساحة جامعة للأمل والطموح.
وفي موازاة هذا
الدعم، عاشت المدن الأردنية ليلة استثنائية، امتلأت فيها الشوارع والمنازل
بأجواء الفرح، وتعالت الهتافات احتفاء بتأهل تاريخي لمنتخب النشامى. لم يكن
الفوز على المنتخب السعودي مجرد محطة كروية، بل لحظة وطنية جامعة التقت
فيها المشاعر، وتوحدت خلف منتخب يستعد اليوم لمواجهة المغرب في نهائي كأس
العرب، وهو يحمل تطلعات شعب كامل وآماله في إنجاز عربي جديد.
وبين الحلم
والواقع، يدخل «النشامى» النهائي وهم يدركون صعوبة المهمة، لكنهم في الوقت
ذاته يحملون ثقة مستحقة، وإيمان بقدرتهم على المنافسة حتى اللحظة الأخيرة.
فالطريق إلى اللقب لا يُقاس بالأسماء، بل بالإرادة، وما قدّمه المنتخب حتى
الآن يؤكد أن الأردن حاضر بقوة، وجاهز ليقاتل من أجل إنجاز يليق باسمه
وجماهيره.