الأخبار

د. راكز الزعارير : الضربه العسكرية الاستراتيجية الأمريكية و حرب اسرائيل وإيران والأمن القومي الاردني

د. راكز الزعارير : الضربه العسكرية الاستراتيجية الأمريكية و حرب اسرائيل وإيران والأمن القومي الاردني
أخبارنا :  

بعد ان نفذت الضربه الاستراتيجية الامريكية لمواقع البرنامج النووي الايراني تكاد الحرب تكون حسمت استراتيجيا لانها شكلت انجازا غير مسبوق عسكريا بمقابس استراتيجية بتحييد الخطر النووي الايراني الذي كان وشيكا حسب التقديرات الاسرائيلية والامريكية، وكل ما سيتبع هذه الضربة سيكون ردود فعل لا تغيير من الموازين في نتايج هذه الحرب، و ان لم تكن الضربة انهت المشروع الايراني فانها تكون قد اعاقته عدة سنوات، وهذا يشكل كسبا إستراتيجيا لإسرائيل ومسيرة حربها على ايران.

 

ما يجب الحذر منه في المرحلة الحالية اردنيا وعربيا ان كلا

 

من اسرائيل وايران ستبقيان اكبر مصدرين لتهديد الامن القومي الاردني والعربي، و استمرار الصراع العسكري المحتدم بينهما حاليا احد اوجه ذلك الصراع الذي هدفه الاول بسط النفوذ والسيطرة على المقدرات العربية.

 

لا تخفي إسرائيل اطماعها الاستعمارية والاستيطانية والتوسعية في العالم العربي واطماعها تجاه ألاردن وأهمها تهجير المواطنيين الفلسطينيين من الضفة الغربية تجاه الاردن، فهي بعد ان احتلت واستوطنت فلسطين التاريخية وتنكر حقوق شعبها العربي الفلسطيني وترفض كل المبادرات العربية والجهود والقرارات الدولية التي تدعو الى اقامة سلام عادل بين العرب وإسرائيل على مبدأ حل الدولتين، واقامة دولة فلسطينية سلميه على حدود ٦٧ وعاصمتها القدس، مقابل اعترافًا عربيا وفلسطينيا بدولة اسرائيل وضمان امنها، الا ان اسرائيل ترفض وتزداد تعنتا برفض الاعتراف بدولة فلسطينية وتعمل بكل وضوح وعلى قدم وساق على الاهداف العدوانية المتمثلة ب:

 

تهويد دولة اسرائيل واستباحة وتهديد المقدسات وتوسيع الاستيطان في الصفة الغربية وقطاع غزة وتهجير الشعب الفلسطيني من غزة ومن الضفة الغربية الى مصر والاردن ودول عربية اخرى مما بشكل احد اهم مقوضات الأمن القومي الاردني والعربي، ثم تصفية القضية الفلسطينة مما سيشكل احد اهم عوامل عدم الاستقرار والفوضى وتغذي تيارات التطرف والارهاب في المنطقة.

 

إسرائيل لا تضع السلام والتعايش مع دول وشعوب المنطقة ضمن اهدافها، وعقيدتها السياسية والعسكرية قائمة على أبدية الصراع مع العالم العربي، وهي تؤمّن بالارث اليهودي لإسرائيل الكبرى وتعمل مرحليا على بسط نفوذها السياسي والإقتصادي مع معظم الدول العربية.

 

اما ايران فهي دولة عميقه في تاريخ وجغرافية الشرق والجوار مع العالم العربي، الا انها منذ الثورة الخمينية عام ١٩٧٩ انتهجت ايدولوجية معادية للنظام والعالم العربي، وقامت بتصدير مبادى وفكر ثورة الخميني التى تسعى الى تغير جوهرى في المفهوم العقائدي السني في العالم العربي، واستخدمت كل الوسائل لتقويض الانظمة السياسية العربية وزعزعة الاستقرار وخلق دول فاشلة تمهيدا للسيطرة عليها من خلال ميليشياتها المدعومة ماليا وعسكريا و كما هو الحال في غزة وفي لبنان والعراق وسوريا واليمن والبحرين والكويت والسعودية والإمارات ودعم التشيع في الاردن ومصر وغزة، و عمليات تهريب وتصنيع الاسلحة ودعم تنظيمات متطرفة وزعزعة الاستقرار في الاردن وخلق حالة اشتباكات مزعزعة للامن على الحدود الاردنية مع دولة الاحتلال وافشال معاهدة السلام الأردنية مع اسرائيل.

 

كما دعمت ايران بكل قوّة التنظيمات السياسية الراديكالية والدينية في العالم العربي التى تعمل على تغيير واستلام الحكم في هذه الدول لتكون اذرع لايران في توطيد نفوذها واقامة حلمها الإمبراطوري بغطاء ديني شيعي في العالم الاسلامي بما في ذلك السيطره على المقدسات في القدس وفي مكه والمدينة المنوره والعراق والاردن وسوريا.

 

وتعاملت ايران بكل تحد كبير بفوقية مع العالم والشعوب العربية واعتبرت نفسها وصية على شعوب عربية مضطهدة من انظمة سياسية علمانية لا بد من ازالتها.

 

هذه العوامل خلقت حالة عداء ترسخت في الوجدان العربي ضد نظام الملالي في ايران وخاصة بعد حرب

 

دامت ثماني سنوات مع العراق و كانت نتائجها ما نشهده اليوم من ضعف وتفتت لدولة العراق التي كانت اهم عمق استراتيجي للامن القومي العربي.

 

في التقيم الاستراتيجي يبقى اهم مهددان للامن القومي العربي: اسرائيل وايران، اللتان دخلتا حالة صراع عسكرى محتدم بعد ٧/ أكتوبر / في غزة والهدف لهذا الصراع هو النفوذ على المشرق العربي في بلاد الشام والعراق والجزيرة العربية.

مواضيع قد تهمك