د محمد كامل القرعان يكتب: علي العايد: رجل الدولة بهدوء الدبلوماسي وثبات الوطني

في زمن تعج فيه الساحة السياسية بضجيج المواقف وسرعة التحولات، يبرز اسم علي العايد كرجل دولة تمكّن من الحفاظ على هدوئه واتزانه، دون أن يغيب عن المشهد أو يتخلى عن مسؤوليته الوطنية.
فمن الخارجية إلى الإعلام والثقافة ، ومن السفارة إلى الديوان الملكي الى مجلس الملك (الاعيان ) ، ترك العايد أثره في كل محطة خدم بها، مكرّسًا نهجًا يقوم على الحكمة في الموقف، والهدوء في الأسلوب، والالتزام بثوابت الدولة دون ضجيج أو استعراض.
لم يكن حضوره طاغيًا بصريًا كما يفعل بعض الساسة، لكنه كان حاضرًا بعقله وخبرته، حاسمًا في الملفات التي كُلّف بها، خاصة حين تولّى وزارة الدولة لشؤون الإعلام في ظروف وطنية دقيقة، حيث أدار خطاب الدولة بحسّ وطني عالٍ، جامعٍ لا إقصائي، قريبٍ من الشارع دون التفريط في هيبة الدولة.
ولأن الدبلوماسية مدرسة، فإن العايد الذي خدم في السفارات الأردنية في واشنطن وتل أبيب ولندن، لم يغادر تلك المدرسة يومًا. ظل هادئًا، متروّيًا، صلبًا في المبدأ، مرنًا في الحوار، وهو ما جعله من الأسماء التي تحظى باحترام داخلي وخارجي.
أما في الشأن الوطني، فإن مواقف العايد تنطلق دومًا من إيمانه العميق بالثوابت الأردنية، وبدور القيادة الهاشمية، وبأهمية وحدة الصف وتماسك الجبهة الداخلية، وهي مواقف لم تكن شعارات، بل نهج حياة وخدمة عامة.
إن الحديث عن علي العايد ليس مجرد استذكار لسيرة مسؤول، بل هو تأكيد على أن هناك نموذجًا أردنيًا في الإدارة والسياسة والالتزام، يستحق أن يُحتذى وأن يُروى.