محمد حسن التل : الحكومة وحراس الأجيال ..

في خطوات تجسد الاهتمام الحكومي بقطاع التعليم
والحرص على تحسين أوضاع المعلمين والنهوض بها، جاء إعلان رئيس الوزراء،
الدكتور جعفر حسان، خلال زيارته إلى وزارة التربية والتعليم قبل أيام لتكرس
وتؤكد الاهتمام الحكومي بمعلمي الوطن حراس الأجيال الصاعدة ، حيث أكد أن
"المعلم هو المؤتمن على الأجيال" وأن الحكومة ملزمة بدعمه والوقوف إلى
جانبه، وهو تأكيد على مكانة المعلم في بناء الدولة وحفظ المجتمع.
المعلمون في في بلادنا يمثلون حجر الزاوية في العملية التعليمية، ولا
يحملون فقط عبء نقل المعرفة، بل يتحملون مسؤولية تشكيل الوعي الوطني في
الأجيال الناشئة.
من هذا المنطلق، شرعت الحكومة بالعديد من
الإجراءات لتحسين حياة المعلمين وتوفير بيئة عمل تناسب مكانتهم، من أبرز
هذه الإجراءات إعلانها عن تخصيص أراضٍ لإنشاء إسكانات للمعلمين في مختلف
المحافظات من خلال المؤسسة العامة للإسكان والتطوير الحضري، ضمن موازنة عام
2026. ..هذه الخطوة تؤشر بشكل واضح وكبير على أن الحكومة تسعى لتوفير كل
سبل الراحة والحياة الآمنة للمعلمين لتمكينهم من أداء رسالتهم التعليمية
بكل تفانٍ واحترافية.
لم تغفل الحكومة عن تحسين الوضع المالي
للمعلمين، إذ أصدر رئيس الوزراء جعفر حسان توجيهاته بتخصيص آلية تمويل
ميسرة وطويلة الأمد وبنسب فائدة مخفضة عبر صندوق الضمان الإجتماعي في
الوزارة، مما سيساهم في تقديم الدعم المالي للمعلمين وأسرهم إضافة الى
التوجه الحقيقي إلى رفع نسبة مكرمة أبناء المعلمين في الجامعات .. جميع هذه
الإجراءات تشير إلى أن الحكومة تؤمن بأن دعم المعلم هو جزء لا يتجزأ من
دعم التعليم ككل،
ناهيك عن الإجراء السريع والفوري بصرف سلف مستعجلة لآلاف المعلمين..
على الرغم من الجهود المبذولة لتحسين أوضاع المعلمين، لا يمكن تجاهل
التحديات الكبيرة التي ظهرت في السنوات الماضية، عندما شهدت نقابة المعلمين
التي ربما تجاوزت إحدى الحكومات السابقة الرأي القانوني بعدم دستورية أن
يكون نقابة للمعلمين في الأردن ، كان من أسوئها سيطرة الجماعة المحظورة
"الإخوان المسلمين" على النقابة، وحولتها إلى منصة سياسية تستخدمها لتحقيق
أهداف غير تعليمية، تضغط على عصب الأردنيين عندما كانت تحرض المعلمين على
الامتناع عن تدريس الطلبة واستخدام النقابة كمنصة سياسية لأجندات تنظيمية
وشخصية حتى تكون جسرا للوصول الى مبتغيات بعينها "شخصية" وهذا ما حدث فعلا ،
وكان لهذا تأثير كبير على على المسيرة التعليمية والتربوية وعلاقة النقابة
مع المجتمع الأردني..
مع تغير الأوضاع والظروف سخرت الدولة وعززت
دورها بإدارة العملية التعليمية وأثبتت أنها هي التي تحافظ على حقوق
المعلمين وحق الطلبة في التعليم وأنها الحضن الحقيقي لهم وأن الحكومة وحدها
القادرة على رعاية مصالحهم والوقوف إلى جانبهم وهي الحارس لمسيرة إصلاح
التعليم،
الخطوات والإجراءات التي اتخذتها مؤخرا ومضت بها حكومة
الدكتور جعفر حسان دليل على جدية الدولة في تعزيز وتدعيم مسيرة التعليم
والنهوض بها
، كما تشير أن المعلم الأردني في قلب هذا الهدف الوطني ولا أحد يستطيع المزاودة على ذلك...