د. بسام العموش : تقييم رؤساء الحكومات

دعوت من زمن بعيد لإيجاد مؤسسة مستقلة لتقييم
أداء الحكومة رئيسا" ووزراء ، وسفراء ورؤساء أجهزة ومدراء مؤسسات عامة
وأمناء عامين ونواب وأعيان وأحزاب . لكن دعوتي لم تجد أذنا" صاغية لأنهم لا
يريدون كشف الحقائق وبيان المخفي وشعارهم إكرام الميت دفنه ، وخلينا أولاد
اليوم ونحوها من عبارات الهروب من التقييم . انه تقييم علمي مستقل قد
ترتفع به أسهم أناس كما قد تنزل أسهم آخرين ، فهي بورصة إدارية تقودنا إلى
عدم تكرار إسناد المنصب لمن أخفق أو أساء أو لم يتقدم شبرا" للامام.
كلنا
يذكر عبارات كان يطلقها الرؤساء وصارت محل تندر وتنكيت . فرئيس يحيلنا إلى
المستقبل القادم الأفضل . ولم نر ذلك ! وآخر يعدنا بأننا سنخرج من عنق
الزجاجة فكسرت أعناقنا ونحن نراقب عنق الزجاجة . وثالث يباهي بأنه اقترض
ستة مليارات . تكرر وجود بعض الرؤساء دون تقييم لأدائهم بل بمجرد تكليفه
تبدأ أسطوانة المديح غير المبني على أية حقيقة ، ولو كان التقييم إيجابيا"
لما اعترضنا ، لكن أن تكون المدائح بلا تقييم فلا يمكن اعتبارها الا جوقة
وتطلع لعطايا . ما نطلبه لا علاقة له بعبارة لطالما سمعناها
" وستقوم حكومتي" فقد ذهبت السين فماذا فعلت بالأرقام لو سمح دولتك :
كم
مدرسة بنيت ؟ كم مستشفى ؟ كم مركز صحي ؟ كم تراجعت نسبة البطالة ؟ هل قدمت
موازنة بلا عجز ؟ هل ضبطت الأسعار ؟ هل رشدت الاستهلاك ؟ كم فاسد رد ما
سرق ؟ هل ساومت النواب واعطيتهم ما ليس لهم ؟ هل الفريق الوزاري كان بناء
على الكفاءة أم الشللية ؟ كم نفذت من وعود كانت في البيان الوزاري ؟ هل قمت
بعملية جراحية تجاه الرواتب الفلكية ؟ هل أوقفت السفريات المصطنعة
للمسؤولين ؟ هل عالجت التضخم الإداري ؟ هل إسناد المواقع كان بطريقة شفافة
وعلمية وما الدليل على ذلك ؟ ما السياسة الإعلامية التي انتهجتها كي نرفع
سوية الوعي السياسي والاقتصادي والاجتماعي ؟
رغم أنه يغلب على ظني
أن مؤسسة تقييم الأداء لن تر النور لكنني سأبقى أتحدث عنها لأننا
باستمرارنا على هذا الحال سنذهب الى اعتبار من قام بعمله على أحسن وجه
وغادر مثل من أفسد ودمر ونهب ، وهي كلمة نسمعها صباح مساء :
أنتم
كنتم مسؤولين فماذا فعلتم ؟ مؤسسة تقييم الأداء تجيب ان وجدت والا وعلى أقل
تقدير ليجلس المسؤول أمام كاميرا الشاشة الصغيرة لتتم مساءلته أمام الجميع
في بث حي ومباشر .
ننتظر رأي الحكومة