الأخبار

د. ماجد الخواجا : قراءة واقع التعليم العالي في الجامعات العربية

د. ماجد الخواجا : قراءة واقع التعليم العالي في الجامعات العربية
أخبارنا :  

ظهرت أولى الجامعات في العالم الغربي خلال القرن الثالث عشر في بريطانيا، وإيطاليا، وفرنسا، والبرتغال، وإسبانيا، حيث بلغ عددها 18 جامعة، ثم توالت الجامعات، وفي الوطن العربي، تُعدّ جامعة المستنصرية عند البعض أول جامعة عربية والتي أُنشئت سنة 625هـ / 1228م على يد المستنصر بالله في مدينة بغداد، والمدرسة النظامية في بغداد عام 459هـ /1066م، وجامعة الأزهر بالقاهرة عام 359هـ /970م، وجامعة القرويين بفاس عام 245هـ / 859م هي الجامعات الأولى عند العرب، وهذا مرتبط بالمعنى الذي يحمله مفهوم الجامعة.
تتفق الجامعات في العالم على الأهداف الآتية لها: 1- التعليم: تقديم التعليم وتزويد الطلبة بالمعرفة والمهارات والاتجاهات والأخلاقيات العلمية. 2- البحث: نشر ودعم البحوث العلمية المعنية بتطوير العلوم المختلفة وتقديم الحلول للمجتمع. 3- خدمة المجتمع: وبناء العلاقات والشراكات مع كافة الجهات والفئات الاجتماعية. 4- الزمالة: تنمية روح الزمالة بين أعضاء الهيئات التدريسية والإدارية.
الجامعات العربية بالأرقام: يُقدر عدد الجامعات في العالم حتى نهاية سنة 2021، ما يقارب 31 ألف جامعة. وعدد الجامعات في بعض البلدان الكبيرة مثل: الهند 5288 جامعة، الولايات المتحدة 3216، أندونيسيا 2595، الصين 2565، البرازيل 1297، اليابان 1063، روسيا 1058. ويوجد حوالي 1350 مؤسسة للتعليم العالي العام والخاص في العالم العربي، تُمثِّل 4.2% من إجمالي الجامعات على مستوى العالم، مع ما يزيد على 13 مليون طالب وطالبة يقوم على تدريسهم حوالي (480000) عضو هيئة تدريس، (75%) منهم يحملون درجة الدكتوراة، و(25%) يحملون درجة الماجستير، وتبلغ نسبة الطلبة لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات العربية 1: 36، وتستوعب معاهد التعليم العالي الخاصة 30? من الطلاب، ويلتحق 35% من الطلبة في الجامعات العربية في التخصصات العلمية والتقنية والتكنولوجية، كما أن 50% من طلبة الدراسات العليا العرب في الخارج لا يعودون إلى بلدانهم. وتنفق الدول العربية أقل من 1? من إجمالي الدخل القومي على البحث العلمي، بينما تصل إلى 4? في الدول المتقدمة. ويساهم القطاع الخاص بنسبة 3? من إجمالي التمويل في الدول العربية، بينما يتراوح بين 52? إلى 70? في الدول المتقدمة. ويبلغ متوسط عدد الباحثين لكل مليون نسمة في الدول العربية 639 باحثًا، بينما يبلغ المتوسط العالمي 1243. وتبلغ نسبة المنشورات العلمية العربية إلى المطبوعات العلمية العالمية حوالي 1.3?. وتنتج الجامعات أكثر من 65? من جميع مخرجات البحث في الدول العربية. وهناك حوالي 600 ألف طالب عربي يدرسون خارج حدود دولهم، وتستضيف الجامعات العربية أيضًا أكثر من 135 ألف طالب دولي. ويبلغ عدد سكان الدول العربية 453 مليون نسمة أكثر من نصفهم دون سن 25 ويمثل حوالي 5.7? من سكان العالم، وينتج 3? من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، لكن الجامعات العربية لا تمثل سوى 0.03? من أفضل 500 مؤسسة في تصنيف شنغهاي و0.24 في تصنيف QS.
أنتجت الدول العربية عبر عقد من الزمان امتد ما بين عامي ( 2008-2018) ما يقارب 410 آلاف بحث ودراسة علمية. وأظهر تقرير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» لسنة 2022، أن نسبة الإنفاق على البحث العلمي والتطوير في البلدان العربية «مازالت منخفضة» وتترواح بين 0.2% و0.5% من الناتج المحلي الإجمالي للبحث والتطوير في حين تتراوح النسبة العالمية بين 2% -4%. هذه أرقام تدلل على واقع الجامعات والتعليم العالي في الدول العربية والتي يمكن الاستهداء بها في حديث تفصيلي قادم.

مواضيع قد تهمك