نوال محمد نصير : رؤى اسـتـراتـيـجـيـة حـول مسـتـقـبـــل الأردن فـي ظـل التحـديـات العالـمـيـة والإقـليـميـة

مقدمة
في منتدى «تواصل» الذي انعقد يوم السبت الماضي، وجه سمو ولي
العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني كلمة هامة تضمنت رؤى استراتيجية حول
مستقبل الأردن في ظل التحديات العالمية والإقليمية التي يواجهها. جاءت
الكلمة لتؤكد على ثوابت الدولة الأردنية، وتعزيز أهمية التواصل بين أبناء
الوطن من أجل بناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة. من خلال هذه المقالة،
سنتناول المحاور الرئيسية التي ناقشها سموه، ونحلل أهميتها بالنسبة
للمستقبل التنموي للأردن، وكذلك دور الشباب في تحقيق هذه الرؤى.
أهمية الحوار والتواصل
أولى
سمو ولي العهد في كلمته أهمية كبرى للتواصل بين مختلف فئات المجتمع، خاصة
في هذا العصر الذي تتزايد فيه الانقسامات والتحديات الاجتماعية. وقال سموه
إن الحوار هو الأساس الذي يبني الثقة والأمل بين المواطنين، مؤكدًا أن هذا
اللقاء يعكس الحاجة الماسة إلى العمل المشترك وتبادل الآراء. وهذا التوجه
يعكس رؤية سموه في جعل الحوار أداة أساسية لمواجهة التحديات الوطنية
والدولية.
الثوابت الأردنية
أكد سمو الأمير أن الأردن يتمتع بثوابت
قوية، أبرزها المثابرة والإخلاص في العمل والتميز. وهذه القيم تشكل العمود
الفقري للمجتمع الأردني، حيث يعكف الأفراد على تحسين أوضاعهم الاجتماعية
والاقتصادية رغم الصعوبات. لا شك أن هذه الثوابت هي ما يجعل الأردن متميزًا
في العالم العربي، حيث يجسد مواطنوه قيمًا أصيلة تؤهلهم لتحقيق التقدم.
الاقتصاد المعرفي والتكنولوجيا
نقل
سمو الأمير رسالة هامة حول التحول الذي يجب أن يحدث في الاقتصاد الأردني،
بالانتقال من الاقتصاد التقليدي القائم على الإنتاج المادي إلى اقتصاد قائم
على المعرفة. فالتكنولوجيا اليوم أصبحت أداة أساسية لتحسين الإنتاجية
وزيادة التنافسية، وهو ما يعكس الحاجة الماسة للاستثمار في العقول الأردنية
وتطوير مهارات الشباب في مجالات التكنولوجيا والابتكار. وسلط سموه الضوء
على ضرورة تطبيق هذه التقنيات في القطاعات الحيوية مثل التعليم، الصحة،
والنقل، وهو ما يعكس التوجه نحو المستقبل.
رة وفعالة.
دور الشباب
أولى
سمو الأمير اهتمامًا كبيرًا بالشباب الأردني، مؤكدًا أنهم فرسان الحلم
الأردني. كما دعا سموه إلى تمكين الشباب من امتلاك أدوات العصر لتحقيق
التنمية المستدامة في البلاد. هذا التحفيز يعكس رؤية سموه في ضرورة إعداد
الشباب ليكونوا قادة المستقبل في مختلف المجالات، وخاصة في مجالات
التكنولوجيا والابتكار، التي ستشكل حجر الزاوية للتقدم في السنوات القادمة.
التحديات والفرص
بالرغم
من التحديات التي يواجهها الأردن، من بينها الأزمات الاقتصادية والضغوط
الإقليمية، إلا أن سمو الأمير كان حريصًا على التأكيد على أن هذه التحديات
تشكل فرصًا يمكن استثمارها. فقد أكد على أهمية «التجريب والتطبيق»، داعيًا
إلى ضرورة تجاوز العقبات البيروقراطية والانطلاق نحو تنفيذ المشاريع بأسرع
وقت. وفي هذا السياق، أكد سموه على أن الإنجازات الأردنية في مجالات مثل
التكنولوجيا والابتكار هي أمثلة حية على قدرة الأردنيين على تحقيق النجاح
رغم الظروف الصعبة.
رؤية مستقبلية للأردن
اختتم سمو الأمير كلمته
برؤيته المستقبلية للأردن، حيث أكد أن المملكة قادرة على أن تكون مركزًا
إقليميًا رائدًا في مجال التكنولوجيا. وأشار إلى أهمية تكامل الجهود بين
مختلف القطاعات الحكومية والخاصة لتحقيق هذا الهدف. كما أكد أن العقول
النيرة هي التي تبني الأوطان، وهي ما يجعل الأردن في موقع الريادة على
مستوى المنطقة.
الخاتمة
إن كلمة سمو ولي العهد الأمير الحسين بن
عبدالله الثاني في منتدى «تواصل» تحمل في طياتها رؤية استراتيجية تركز على
تعزيز دور الشباب، تمكين التكنولوجيا، والاستثمار في العقول البشرية لتكون
الأداة الرئيسية للنهوض بالوطن. وفي هذا السياق، على الجميع أن يعي أهمية
المشاركة الفعالة في هذه الرؤية من أجل بناء الأردن الذي نطمح إليه، الأردن
الذي يعكس قوة شبابه، ويحافظ على ثوابته الوطنية، ويواكب العصر بتقنياته
الحديثة، ليظل دائمًا في طليعة الدول المتقدمة.
وبناءً على رؤية سمو ولي
العهد، يمكننا جميعًا، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، العمل جنبًا إلى
جنب لتحقيق هذه الأهداف الوطنية الطموحة.