أ. د. زياد ارميلي يكتب : رؤية الأمير الحسين… أمل جديد لمستقبل الرياضة الأردنية

تابعت باهتمام اللقاء الذي أُجري مع سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني عبر إحدى القنوات المحلية، وقد لفتني الطرح العلمي العميق والموضوعي الذي قدمه سموه، إلى جانب الرؤية الاستشرافية الواضحة لمستقبل الرياضة الأردنية، وعلى رأسها كرة القدم.
في حديثه الصادق والعفوي، أشار سموه إلى اقتراب "الحلم الكبير" بتأهل منتخبنا الوطني إلى نهائيات كأس العالم، إذ لم يتبق أمامنا سوى مباراتين نحتاج فيهما إلى فوز وتعادل فقط. هذا التصريح لم يكن مجرد تحفيز، بل كان تأكيدًا على الثقة بالإمكانات الوطنية، ورسالة واضحة بأن اللحظة التاريخية باتت أقرب من أي وقت مضى.
ولم يتوقف حديث سمو الأمير عند الطموح، بل ذهب إلى عمق التحديات، عندما أكد أن الاتحاد الأردني لكرة القدم يتحمّل المسؤولية الأولى عن تطوير اللعبة، مشددًا على أن الرياضة الأردنية بحاجة إلى إدارة مؤسسية قادرة على صناعة التغيير. وخصّ سموه الأندية المحلية التي تعاني من الترهل الإداري وضعف الرؤية، مما تسبب في ضياع العديد من المواهب الرياضية التي لم تأخذ حقها بسبب سوء الإدارة وغياب التخطيط.
أكثر ما أثار إعجابي هو أن سمو الأمير لا يتحدث من منبر رمزي فقط، بل من موقع المحب العاشق للرياضة، والمتابع الدقيق لتفاصيلها. ظهر ذلك بوضوح في حديثه عن تطوير الرياضة من منظور علمي، وعن أهمية شمول كل الرياضات ووضع الأردن على خارطة التميز الرياضي عالميًا، تمامًا كما تفعل دول مثل السعودية وقطر ومصر.
كما أكد سموه أن كرة القدم ليست اللعبة الوحيدة التي تستحق الدعم، بل يجب أن يكون هناك استثمار واهتمام في الرياضات الفردية والجماعية الأخرى، التي أثبتت وجودها في العديد من المحافل، لكنها لم تنل ما تستحقه من رعاية واهتمام رسمي ومؤسسي. وهذا التوجه يعكس وعيًا رياضيًا متكاملًا، يفكر في المنظومة ككل، لا في لعبة واحدة.
وفي ظل هذا الطرح المسؤول، نرفع صوتنا بدعوة صادقة إلى سمو ولي العهد لدعم سن تشريعات جديدة تخص الرياضة الأردنية، وتشجّع على خصخصة الأندية، واستقطاب الشركات للاستثمار في المجال الرياضي، بما يواكب النماذج الناجحة عالميًا. الخصخصة ليست مجرد حل اقتصادي، بل خطوة ضرورية لرفع مستوى التنافسية والجودة، وتحقيق الاستدامة في الأندية والاتحادات.
ما زاد اللقاء جمالًا هو مشاركة عدد من الرياضيين الحاليين والمعتزلين الذين عبّروا عن حبهم ودعمهم لسمو الأمير، مؤكدين أنهم يرون فيه الأمل المتجدد لنهضة رياضية شاملة. لم تكن كلماتهم مجاملة، بل شهادة من أبناء الميدان الذين يدركون معنى أن تجد من يسمعك ويفهمك ويشترك معك في ذات الشغف.
نحن متفائلون، بل ومحظوظون، بوجود سمو ولي العهد إلى جانب الرياضة الأردنية، ودعمه المستمر لها. هذه الرؤية الناضجة والواعية هي ما تحتاجه الرياضة في بلادنا لتنهض وتحقق الحلم الكبير بالوصول إلى العالمية، وتضع الأردن في المكانة التي يستحقها على الخارطة الرياضية الإقليمية والدولية.
أ.د.زياد ارميلي
استاذ جامعي/ كلية علوم الرياضه/الجامعه الاردنيه .