محمد داودية يكتب : نتحمل ولا نتململ !!

كان يوم الأحد الفائت، يومًا وطنيًا فريدًا بحق، استحق خروج الأبناء إلى شوارع العاصمة للاحتفال بعيد الاستقلال.
كان يوم العفوية الشعبية العامة الزاهي الأخّاذ، يوم الفرح الوطني الكبير.
كان يوم ميلاد شعب، تلمس فيه عن مسافة الصفر، نبض قلوب الناس الدفاق بالبهجة المذهلة، الناس الذين وقفوا ساعات طوال على الطريق المعتاد الذي يسلكه الموكب الملكي، ليلحظوا وجه عبد الله الثاني الطافح بالبشر والزهو، وليردوا على تلويحة الأمير الحسين بن عبد الله ولي العهد الذي كتب لهم على صفحة الانستجرام تهنئة حلوة رشيقة تشبهه: "يومٌ كُتِبَ فيه المجدُ والعزة".
انفرجت الشوارع عن الناس يعلنون كم هو الاستقلال الأردني، عزيز ثمين، فحملوا راياته وشكّوها على مركباتهم وشرفاتهم، والشماغ الجميل على أكتافهم وهاماتهم.
تدفق الأردنيون إلى شوارعهم بعفوية مفرطة للاحتفال بعيد استقلالهم ففاضت الشوارع بالأبناء والرايات والمركبات.
وشاركتنا أفراحَنا الكرنفالية البهيجة، الجالياتُ العربيةُ والأجنبية الصديقة والدبلوماسيون والطلاب والعمال العرب والسواح، الذين عقدوا حلقات الدبكة وحملوا أعلامَهم وأطلقوا عقائرَهم بالحداء والغِناء.
شاهدنا أعلام العراق ومصر وسورية والكثير من الإعلام العربية والأجنبية.
وقد اسعدتنا المشاركة المصرية حيث قدّمت فرقة كورال شبابية عرضًا غنائيًا حيويًا جميلًا جسّد عمق المحبة بين الشعبين الأردني والمصري.
كان طبيعياً أن تؤدى الاحتفالات الحيوية الكثيفة إلى الازدحام الذي ما كان بالإمكان السيطرة عليه -ولا يجب-، مع الاحترام لجهود ابنائنا رجال السير والمرور الأشاوس.
ففي عيد الاستقلال نتحمل ولا نتململ، نعاني من الازدحام ونحن نغني ونبتهج.
كيف بالله عليكم لو مرّ عيدُ الاستقلال باحتفالات باهتة ؟!
وبالتوازي ازدانت صفحاتنا على منصات التواصل الاجتماعي بصور وجمل الفرح والاعتزاز الحار التي تعبر عمّا في قلوبنا من فرح بهذا العيد المجيد.
* (مقالتي في الدستور يوم الأربعاء).