خلدون ذيب النعيي : الاحتفال بالاستقلال بالتأكيد على العطاء والإنجاز

صور جميلة رافقت احتفال مختلف مؤسسات الوطن بذكرى استقلاله وتتمثل بتأكيد العطاء والإنجاز في العمل والبناء، وهي هنا تؤكد ان الخامس والعشرين من أيار هو فرصة للتعبير ان معاني إعلان الاستقلال في ذلك اليوم المبارك قبل ما يقارب 8 عقود تتمثل بإدامة العطاء لهذا الوطن، فلطالما كان سر نهضة الأردن وعطائه هو انسانه في ظل افتقاره للموارد الاقتصادية فاصبح هذا الوطن بحق تجسيداً لمقولة الكثير من الاشقاء العرب التي نسمعها دوما أن الاردنيين بنوا وطنهم وحققوا ما عجز اصحاب الثروات المختلفة عن تحقيقه، فمقولة الملك الحسين بن طلال رحمه الله «الإنسان أغلى ما نملك» كانت الوصفة الناجحة التي راهن عليها هذا الوطن في نهضته وكسب الرهان بجدارة.
لاشك هنا ان صور تأكيد العطاء والانجاز خلال احتفاليات الاستقلال اكثر من ان تعد وتحصى في وطن وضعه ابناءه في حدقات العيون ومهج القلوب، ومن هذه الصور نشاطات الجامعة الهاشمية التي تزامنت مع ذكرى الاستقلال بما يعزز رسالتها الوطنية والأكاديمية والمجتمعية والتي ذكرها رئيس الجامعة الدكتور خالد الحياري في احتفالية الجامعة باستقلال الوطن، فالأيام العلمية والطبية وتكريس جزئية البحث العلمي كمنهج ثابت يزاوج بين العلم والعمل والتي من شأنها التأكيد في التميز الاكاديمي للجامعة ورفد الوطن بخريجين مسلحين بالعلم والايمان بأهمية العطاء للوطن وبناءه كمعيار للتميز، فضلاً عن تأكيد الدور المجتمعي للجامعة في التواصل والمشاركة مع مجتمعها المحلي في تنسيق وتنفيذ المبادرات النوعية، فكانت مغناة «أردن الصمود» التي ألفها ولحنها وأدائها طلبة الجامعة الهدية للوطن والقائد في ذكرى الاستقلال المجيد.
من المحتفلين ايضاً بتميز العطاء وتكثيفه ايضاً مؤسسة الخط الحديدي الحجازي الأردني التي استطاعت ان تكون بحق محط اهتمام واعجاب الكثير من ابناء شعبها في فعالياتها وبرامجها الأخيرة والمتمثلة بتسيير رحلات لقطاعات كبيرة من السياح الاردنيين وضيوف الوطن الى المناطق السياحية في مختلف بقاع الوطن، وهي هنا نالت اعجاب الاردنيين والمهتمين بمجال عملها فضلاً عن وسائل الاعلام المحلية والخارجية فكانت بحق انموذج مميز في النقل وتنشيط السياحة لدى كافة القطاعات المهتمة بالسياحة والنقل والتنمية الاقتصادية والمجتمعية.
تأكيد العطاء في ذكرى الإنجاز هي رسالة للذات والوطن والقيادة والشعب في الداخل وهي رسالة ايضاً يتجاوز مداها حدود الوطن، فمعيار المواطنة والوطنية والانتماء والولاء هي بصدق العطاء أيا» كان موقعه، فمعاني أعلام الوطن وشماغه الأحمر منبعها القلوب وصدق عطاء الزنود التي تحملها وليس صورة وقوف طالب المدرسة التي انتشرت عندما تهيأ لحظة سماع السلام الملكي الا ترجمة حقيقية لذلك، وليس بعيداً عن ذلك ايضاً ما رأيناه من حملات النظافة التي قام بها الشباب المحتفلين باستقلال وطنهم بعد انتهاء الفعاليات ولسان حالهم هنا حفلنا فرصة لتأكيد جدارة صدق معاني المناسبة من ألفها الى يائها.
جميلة هي احتفالاتنا بوطن رضعنا حبه الصادق مع تراويد الأمهات وهن ينتظرن الآباء الرابضين على ثغور الوطن وحياضه، الأمهات اللواتي لا يتوقف عطائهن لوطنهن ليخرجن بعد ذلك بناة نهضة الوطن في مختلف مواقعهم في الجامعة والوظيفة والمصنع وحماته الرابضين من جنده وأمنه ولسان حالهم جميعاً الاستقلال يعني ببساطة عطاء وإنجازا لا يتوقف.