د. طارق سامي خوري يكتب : الإصلاح لا يُولد من الصمت… بل من المواجهة.

الإصلاح لا يبدأ من المجاملات، ولا ينمو في ظل الطبطبة و”ثقافة السكوت”. الإصلاح الحقيقي يبدأ من لحظة الصراحة، من لحظة أن تضع إصبعك على الجرح، لا لتخفيه… بل لتفتحه، تثيره، وتعرضه للنقاش العلني.
أنا لا أبحث عن رضا أحد… ولا أمارس النقد لهواية أو لمعارضة شكلية. أنا أؤمن أن الانتماء للوطن لا يكون بالشعارات، بل بقول الحقيقة، ولو أوجعت. أن تحب وطنك يعني أن ترفض أن تراه ينهار بصمت، أن ترى الفساد في مفاصله وتصمت، أن ترى الرداءة تتفشى في مؤسساته وتصفق.
نعم، الإصلاح يوجع… لأنه يقترب من مراكز الفساد والمصالح، و”ينكش” عشّ الدبابير. ومن يغضب من الحديث عن الخلل… فليعلم أنه جزء منه. ومن يعتبر الكلام في العلن إساءة، فليتذكر أن السكوت جريمة بحق الأجيال القادمة.
أنا لا أُهادن ولا أساوم… وأقولها كما هي… إذا أردنا مستقبلًا أفضل، فعلينا أن نمتلك الجرأة أولًا… لا أن نعيش في وهم الوطنية الكاذبة.
د. طـارق سـامي خـوري
26/5/2025