كمال زكارنة يكتب : مستعربون يستولون على المساعدات .

كمال زكارنة :
رغم ان الاحتلال سمح بادخال كميات قليلة جدا من المساعدات الغذائية الى قطاع غزة،مقارنة بالحاجة الماسة لهذه المساعدات،خاصة وان اهالي القطاع يموتون جوعا ومرضا،اضافة الى ضحايا العدوان العسكري الاسرائيلي المستمر للشهر العشرين على التوالي،الا ان حكومة نتنياهو لم تترك تلك المساعدات على قلتها بحالها،ولم تدعها تصل الى جوعى القطاع ،الذين يضورون جوعا بسبب حصار جيش الاحتلال المطبق على القطاع،وقامت بتنظيم مجموعات من المستعربين المدججين بالسلاح ، والمدربين جيداعلى انتحال الشخصيات الفلسطينية ،وقاموا بنصب الكمائن على الطرقات التي تسلكها الشاحنات التي تحمل المساعدات الى ارض القطاع،حيث يقوم جيش الاحتلال بتوجيه سائقي الشاحنات الى الطرقات التي يتمترس بها المستعربون ،الذين يقومون فور مرور الشاحنات بمهاجمتها بالسلاح وبلباس مدني فلسطيني، والاستيلاء على حمولتها،على انهم فلسطينيون .
تهدف حكومة الاحتلال من هذا العمل الاجرامي ،اولا الى منع وصول المساعدات لاهالي القطاع،وثانيا لخلق فتنة داخل المجتمع الغزي، وثالثا لبث ونشر الفوضى في قطاع غزة بين ابناء الشعب الواحد،ورابعا الى اظهار ان الغزيين لا يستحقون المساعدات التي يطالب العالم بادخالها اليهم واسرائيل تمنع ادخالها.
هذا العمل الاجرامي الذي تقوم به حكومة الاحتلال المعادي للانسانية،تنفذه احيانا بمشاركة بعض ضعاف النفوس من المرتزقة الذين تحضرهم من مناطق ودول اخرى ،وفي احدى المرات استولى اؤلئك المجرمون على مئة وعشر شاحنات محملة بالطحين من اصل مئة وخمسين شاحنة دخلت القطاع ،واتهمت عصابات فلسطينية بسرقتها ،وقس على ذلك.
اصرار حكومة الاحتلال على ان تقوم هي يالاشراف على توزيع المساعدات ،والتحكم بادخلها وكمياتها وآليات توزيعها والانتقائية في ذلك،يعني استمرار الحصار والضغط النفسي والمعنوي والجسدي والصحي على ابناء قطاع غزة،علما بأن ايصال المساعدات وتوزيعها من مهمة ووظيفة المنظمات والهيئات الدولية التي انشئت لهذه الغاية.
الاخطر من كل هذا ان تقوم شركات امريكية واسرائيلية بالاشراف على ايصال المساعدات وتوزيعها ،لان جميع العاملين في هذه الشركات سيكونوا من الاعضاء المتمرسين في اجهزة الامن الامريكية والاسرائيلية والغربية بدون ادنى شك ، وسوف تكون مهمتهم الوصول الى البنية التحتية العسكرية للمقاومة وسلاحها وتدميرها ،ومن ثم تنفيذ مخطط التهجير لسكان القطاع الى دول اخرى في الشرق الاوسط وغير الشرق الاوسط.
الخشية ان تكون هذه المساعدات القشة التي تقصم ظهر البعير في تنفيذ مخطط التهجير،اذا كانت بأيدي اسرائيلية وامريكية ،بعد استخدامها كورقة ضغط من جهة، واغراء من جهة اخرى ،وفتح الطريق البحري والمعابر البرية امام الغزيين واجبارهم على الهجرة والرحيل.