فيصل ملكاوي يكتب : الأردن وسوريا الجديدة

أمرٌ سارٌّ ومبشِّرٌ تلك التطوُّراتُ الإيجابيَّةُ تجاهَ سوريا، التي تحملُ معها البشائرَ حيالَ علاقاتِها مع القوى العالميَّةِ الفاعلة، وما يُرافِقُ ذلك من تسارُعِ وتيرةِ عودتِها إلى مكانِها الطبيعيِّ في المنطقةِ والعالمِ.
هذه التطوُّراتُ الإيجابيَّةُ محطُّ ترحيبِ الأردنِّ ودعمِه، لأن تذهبَ إلى أبعدِ المدياتِ حتَّى تستعيدَ سوريا مكانتَها الكاملةَ التي تستحقُّ عربيًّا وإقليميًّا ودوليًّا، وتنعَمَ وشعبُها بخيراتِها ومقدَّراتِها، وإعادةِ بناءِ الدولةِ على أكملِ وجهٍ.
وأيضًا فإنَّ هذا هو الوقتُ الطبيعيُّ والمناسبُ لبناءِ علاقاتِ تعاونٍ شاملةٍ مع سوريا الجديدةِ، من قِبَلِ الدولِ العربيَّةِ والإقليمِ والأسرةِ الدوليَّةِ، وهذا المسارُ يتطوَّرُ فعلًا في هذه الأيَّامِ، والشواهدُ كثيرةٌ على ذلك.
ومع هذه التطوُّراتِ التي تتحلَّلُ فيها سوريا تباعًا من القيودِ والعقوباتِ، فمن الضَّرورةِ بمكانٍ أن تُعزَّزَها علاقاتٌ عربيَّةٌ ممتازةٌ، ثنائيًّا وجماعيًّا، بما يصبُّ في مصلحةِ سوريا والدولِ العربيَّةِ معًا، ويُشكِّلُ أيضًا شبكةَ أمانٍ لضمانِ عدمِ تكرارِ ما مضى من تدخُّلاتٍ سافرةٍ في البلدِ العربيِّ، وما إلى ذلك من تداعياتٍ خطيرةٍ على الأمنِ القوميِّ العربيِّ، وأمنِ واستقرارِ المنطقةِ برمَّتِها.
وفي هذا السِّياقِ، فإنَّ العلاقةَ الأردنيَّةَ السوريَّةَ مهمَّةٌ جدًّا، والأردنُّ ينظرُ إلى سوريا قبل كلِّ شيءٍ بمنظورِ دعمِ استقرارِها، والحرصِ على أمنِها ووحدةِ أراضيها وشعبِها، وهاجسُهُ الأوَّلُ خيرُ هذا البلدِ الشقيقِ القريبِ جغرافيًّا ووجدانيًّا، وله مكانةٌ خاصَّةٌ لدى الأردنِّ قيادةً وشعبًا.
كلُّ عواملِ النَّجاحِ متوفِّرةٌ لأن تكونَ هذه العلاقاتُ مزدهرةً وأنموذجًا في التَّعاونِ، ومجالاتُ هذا التعاونِ كثيرةٌ ورحبةٌ جدًّا، وجدواها أكيدةٌ على البلدينِ الشقيقينِ.
الزِّياراتُ والتصريحاتُ المتبادَلةُ تُشيعُ أجواءً من التَّفاؤلِ نحوَ إحداثِ انطلاقةٍ نوعيَّةٍ في العلاقاتِ الأردنيَّةِ السوريَّةِ، بما يُوفِّرُ فرصةً مواتيةً لإطلاقِ علاقاتٍ مثمرةٍ وتكامليَّةٍ متعدِّدةِ المجالاتِ.
هذه الآفاقُ تشملُ طيفًا واسعًا من التَّعاونِ في الاقتصادِ والتِّجارةِ والطاقةِ والاستثمارِ والنَّقلِ والسِّياحةِ والاستيرادِ والتَّصديرِ وإعادةِ البناءِ، بالإضافةِ إلى أنَّ الموقعَ الجيوسياسيَّ لكلٍّ من الأردنِّ وسوريا يُشكِّلُ بوَّابةً للآخرِ للمنطقةِ والعالمِ.
هذا بالإضافةِ إلى كثيرٍ من المجالاتِ الحيويَّةِ والزاخرةِ بالمنافعِ المشتركةِ، التي يمكنُ إدراجُها وتأطيرُها مؤسَّسيًّا في القطاعاتِ المتعدِّدةِ الرسميَّةِ وبين القطاعِ الخاصِّ في كلا البلدين، إلى جانبِ العلاقاتِ والرَّوابطِ الشعبيَّةِ الوثيقةِ.
العلاقاتُ السياسيَّةُ الأخويَّةُ القائمةُ تُشكِّلُ خيرَ راعٍ وداعمٍ لهذه العلاقاتِ، لترقى بها إلى أفضلِ أحوالِها، وبالطَّبعِ فإنَّ هذا الهدفَ واقعيٌّ، وهذا وقتُه. ــ الراي