تحولت رحلة جوية داخلية من طهران إلى مدينة مشهد، إلى كابوس مرعب لعشرات الركاب على متن طائرة تابعة لشركة «تشابهار» الإيرانية، بعد عشر دقائق فقط من إقلاع الطائرة عند الساعة 6:30 صباحاً، إذ هزّ عطل مفاجئ في أحد المحركات هدوء الرحلة، لتبدأ لحظات دراماتيكية من الرعب إلى النجاة.

بدأت الطائرة بالهبوط الحاد، مقتربة بشكل خطير من منطقة جبلية، ما أثار حالة من الذعر الشديد بين الركاب، انخفض الضغط داخل المقصورة فجأة، وتساقطت أقنعة الأوكسجين، لكن أحد الركاب أكد أنها لم تعمل بشكل صحيح، ما زاد من الفوضى، ووثّق راكب آخر المشهد بفيديو هزّ وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر فيه صراخ الركاب وهم يتشبثون بمقاعدهم، بينما يقول بصوت مرتجف: «كنا نندفع نحو الجبل، شعرنا أن النهاية حتمية».

وفي خضم هذا الرعب، برز الطيار كبطل استثنائي، بمهارة فائقة وهدوء ملحوظ، تمكن من السيطرة على الطائرة رغم العطل المفاجئ وتدهور حالتها، موجهاً إياها نحو مطار طهران، ونفّذ هبوطاً اضطرارياً ناجحاً أنقذ حياة جميع الركاب وأفراد الطاقم، وإن كان مصحوباً بلحظات من التوتر الشديد.

وأظهر فيديو متداول بعد الهبوط مزيجاً من الارتياح والصدمة بين الركاب، وصف أحدهم الحادثة بأنها «معجزة إلهية»، بينما طالب آخرون بتحقيق عاجل للكشف عن أسباب العطل وفشل أقنعة الأوكسجين، من جانبها، أصدرت شركة «تشابهار» بياناً مقتضباً أكدت فيه سلامة جميع الركاب، مشيرة إلى أن التحقيقات جارية لتحديد سبب الخلل الفني.

يأتي هذا الحادث وسط تحديات كبيرة تواجه صناعة الطيران الإيرانية، التي تعاني من أسطول طائرات عتيق وعقوبات دولية تحد من استيراد قطع الغيار وإجراء الصيانة اللازمة. هذه العوامل تثير تساؤلات مستمرة حول سلامة الطيران المدني في إيران، خصوصاً مع تكرار مثل هذه الحوادث.