الأخبار

كمال زكارنة يكتب : ماذا يريد نتنياهو بالضبط؟

كمال زكارنة  يكتب : ماذا يريد نتنياهو بالضبط؟
أخبارنا :  

كمال زكارنة.
يرفض رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو جميع المقترحات والحلول، المقدمة من الوسطاء ..مصر وقطر وامريكا،لوقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وتحرير الاسرى الاسرائيليين الاحياء والاموات لدى المقاومة الفلسطينية.
واقصى نتنياهو وأقال وأبعد ،الوزراء والمسؤولين الاسرائيليين المدنيين والعسكريين والامنيين ،الذين يؤيدون الحلول السياسية للصراع مع قطاع غزة،والذين يمكن ان يقبلوا بتلك الحلول، واستبدلهم بمن هم اكثر منه تطرفا وتشددا وتعصبا،حتى تفشل كل الجهود والوساطات والمقترحات الهادفة الى انهاء الحرب على القطاع.
ما يزال نتنياهو يفشل كل جهد ،ويعيق كل خطوة نحو الحل،ويمنع اي تقدم في المفاوضات،ويعزل كل مسؤول اسرائيلي يفكر بالتوصل الى حلول من اي نوع،فهو لا يكترث بالاسرى الاسرائيليين وحياتهم وبقاءهم او موتهم،وكل ما يهمه استمرار الحرب، دون تحديد اي تاريخ او موعد لنهايتها ،فماذا يريد اذن ؟
نتنياهو وضع اهدافا استراتيجية للعدوان على قطاع غزة،ونجح في استخدام ورقة الاسرى الاسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية،للتغطية على اهدافه الاستراتيجية تلك،واحتفاظه بورقة الاسرى الاسرائيليين ،والحرص على بقائهم في الاسر لدى المقاومة،يهدف الى الانتهاء من تحقيق اهدافه الاستراتيجية،وبقدر ما يحرص الشارع الاسرائيلي على الافراج عن الاسرى الاسرائيليين،بقدر ما يحرص نتنياهو على بقائهم في الاسر ،للاستمرار في العدوان لتحقيق اهدافه الاستراتيجية في قطاع غزة.
فما هي تلك الاهداف؟..يجب ان نعلم جميعا ان نتنياهو يشعر بالاهانة والهزيمة ،منذ السابع من اكتوبر 2023،ويسعى الى الانتقام الشديد من قطاع غزة،ولرد الاعتبار وضع اهدافه الاستراتيجية لعدوانه على القطاع المستمر للشهر التاسع عشر على التوالي،وهي اخراج قطاع غزة من الحياة تماما ،وتحويل ارض القطاع الى ارض محروقة قاحلة غير قابلة للحياة ،وبعد ذلك اجبار سكان القطاع على الهجرة ،باستخدام كل الوسائل والطرق المختلفة ،والمسميات المتعددة للتهجير والترحيل ،وضم مساحة القطاع للكيان والحاقها بمستوطنات ومستعمرات الغلاف.
الغطاء الثاني الذي وضعه نتنياهو لتحقيق هذا الهدف،هو القضاء على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة،وهذا غطاء فضفاض لا يمكن ان ينتهي او يتحقق بالكامل ،ويمنح نتنياهو سبب وذريعة للاستمرار في العدوان،ولو افترضنا جدلا،ان المقاومة استجابت لجميع شروط ومطالب نتنياهو،فانه سوف يواصل العدوان بكل اشكاله الحالية وغيرها،حتى يتم تفريغ قطاع غزة من سكانه تماما.
الوقائع تؤكد ان نتنياهو لا يرغب بالحل ولا يقبل به،ولا يبحث عنه ،لانه يرفض كل شيء،بينما توافق المقامة على مقترحات الوسطاء وتعلن استعدادها للتعامل معها بايجابية.
اضافة الى كل هذا،يجب ان نعلم ان وقف العدوان على قطاع غزة ،سوف يتزامن معه ويرافقه وقفا للاجراءات والاعتداءات الاسرائياية في الضفة الغربية المحتلة،وهذا يعني وقف مشروع الضم والتهويد واعلان السيادة الاسرائيلية عليها،خاصة اننا نشهد هذه الايام حملة اسرائيلية مسعورة في الضفة الغربية،تتمثل في مصادرة الاراضي والبناء الاستيطاني المحموم ،وعمليات هدم المنازل الفلسطينية المكثفة في جميع المحافظات الفلسطينية.

امام هذا المشهد التراجيدي،لا احد يستطيع تليين رأس نتنياهو القاسي الا الرئيس الامريكي دونالد ترمب،والفرصة متاحة امام العرب.

مواضيع قد تهمك