سلطان عبد الكريم الخلايلة : عن حظر «الإخوان».. والبئر والمنجنيقاتٌ الصَدِئة

في الأردن، هناك وطنٌ يصبر طويلاً، لكنه إذا غضب، كان غضبه حاسماً لا يلين.
أمن واستقرار الأردن فوق كل اعتبار، وأعلى من كل جماعة أياً كانت. فقد جسّدت الجماعة المنحلة مثلاً عربياً قديماً: «من أمن العقاب أساء الأدب».
كان حظر جماعة الإخوان المسلمين خطوةً ضرورية لحماية الأمن الوطني واستقرار المجتمع الأردني من أجندات خارجية وولاءات قد تقودنا إلى الفوضى. لم تقدّم الجماعة المنحلة على أرض الواقع سوى التنظير والاستقواء، واستثمرت الفراغ العاطفي تجاه قضية غزة للتحشيد والتدخل بسيادة الدولة الأردنية.
ورغم أن الأردن استخدم مع الجماعة في كثير من الأحيان لغة الحوار، إلا أن توجه أي تنظيم نحو حمل السلاح يفرض ضرورة إيقافه حمايةً للوطن.
في الأردن، كان يتم استقبال الجماعة بالترحيب، خلافاً لامتداداتها في الخارج، حيث صُنّفت في العديد من الدول كمنظمة إرهابية.
وفي زمن «الربيع العربي»، لجأت الدولة إلى سياسة الاحتواء والأمن الناعم معهم، إلا أن الجماعة واصلت الاستقواء والمخططات. حينها، استنكر شبابهم في اعتصام دوار الداخلية (24 آذار)، وتم استغلالهم لتغيير الصورة النمطية عن الجماعة بادعاء أنهم ليسوا منهم. كما استقوى أحد قياداتهم في مدرج الجامعة الأردنية بإعلانه أن الجماعة «ربحت مصر» وستربح الأردن ولكن: خسئوا.
وفي الذاكرة فقد استدعت الحكومة جماعة الإخوان المسلمين المنحلة عام 2015 لتصويب أوضاعها، إلا أن رد الجماعة جاء واضحاً: «نحن لا نأخذ شرعيتنا من الحكومة». وهنا نقول: من يظن أن بإمكانه ليّ ذراع الدولة، إما جاهل بتوازناتها أو عابث بمصيره. ولن يُسمح للجماعة المنحلة بالتواجد، ولا بالظهور تحت أسماء جديدة أو بأشكال متنكرة، فحضورهم أصبح جزءاً من الماضي.
وللأردن العظيم سدٌّ منيع، لن تخترقه منجنيقاتٌ صَدِئة مهما حاولوا. فالحذر... الحذر... الحذر، فإذا كان لديك الكثير من العفو، فسوف يُلقونك في البئر مراراً.
sultankhalayeh@yahoo.com