الأخبار

ابراهيم عبد المجيد القيسي : جامع يحمل اسم أعز الناس

ابراهيم عبد المجيد القيسي :  جامع يحمل اسم أعز الناس
أخبارنا :  

قام وزير الاوقاف بافتتاحه أمس، المسجد المقام على قطعة أرض من اراضي «طرجة»، تبرع بها الشيخ صاحب الفضيلة وذو الأيادي البيضاء، ضرار ابن محمد المجالي، وتم بناؤه بمال الله وفضله، وحمل المسجد اسم أعز ما يعتز به الرجل، وهو اسم والدي رحمه الله وجعل الجنة مأواه، ومكان المسجد على رأس الشارع الذي يمر بحارتنا في قرية الربة بمحافظة الكرك، ويلتقي الشارع مع حارة أبناء العم والجيرة العزيزة الطاهرة، أعني «عيال خليل»، والمكان كما أسلفنا هو «طرجة».. وما ادراك ما طرجة!.
لظروف صحية، لم أحضر الافتتاح، ولم أذهب إلى الكرك، وفاتني خير كثير، أعترف، ولو كنت متواجدا هناك لطلبت من إمام المسجد أن يجعل مئذنته تنشر صوت مقرىء، يتلو آية من سورة الإسراء، يرددها المؤمنون البررة بوالديهم، وربما عندئذ سأختار صوت المقرىء المرحوم محمد صدّيق المنشاوي، وهو يتلو الآية على مقامي النهاوند والرست، لأن مقام الرست في قراءة القرآن يفجّر فينا الأنين، ويطلق جحافل من جَيَشان مشاعر الحنين، لأيام عشناها في ظل أعز الراحلين...
غاب عن الافتتاح شقيقي الداعية المرحوم أحمد، «أبو همام» الذي اختارته السماء قبل حوالي شهر، فهو ربما آثر الحصول الفوري على بيت في الجنة، وترك بيتا من بيوت الله كان من أشد المتحمسين لبنائه، ليس فقط لأنه يحمل اسم أعز الرجال على نفسه، بل لأنه ألف المساجد أكثر من البيوت، وجالس ضيوفها أكثر من غيرهم..
كلما سمعت الأذان في أي مكان، رددت عباراته، و»حوقلت»، ودعوت الله باسم هذه الدعوة التامة أن يؤتي سيدنا محمدا الوسيلة والفضيلة.. لكن ماذا عساني وأشقائي نردد بعد ان نسمع النداء من «جامع أبوي»؟!.. رحمك الله يا والدي.
كان الدفء والرحمة، هواء يعبر طرجة، ويلامس جدران بيوت عيال خليل، ويتخللها ليبلغ بيوتنا، ونظفر بنسيمين عليلين طاهرين، دفء الربة وطهر انفاس جيراننا عيال خليل، واليوم وفوق تلك البيوت وفيها، سيكتنز الأثير بنداء السماء (حيّ على الفلاح).. وإنها نعمة أغبط كل الأهل عليها، فالصوت قادم من مسجد عيال خليل الذي يحمل اسم والدي المرحوم، وفي التسبيح بحمد الله طمأنينة للنفس، وحنين حيّ لا دفين.
رحم الله الراحلين من آباء وأمهات تلك الحارة الجميلة، وجعل الجنة مأواهم، وألهم أبناءهم وأحفادهم سبيل الدعاء بالرحمة لهم، وأعانهم على تقديم الصدقة الجارية عن تلك الأرواح الطاهرة، التي كانت خفيفة على القلوب والحياة ولم يتكدّر منها حيّ ولا ميت.
رحم الله والدينا ووالديكم.

مواضيع قد تهمك