الأخبار

خلدون ذيب النعيي : عندما يقر قادة إسرائيل بالإخفاق وأهمية إقامة دولة فلسطينية

خلدون ذيب النعيي : عندما يقر قادة إسرائيل بالإخفاق وأهمية إقامة دولة فلسطينية
أخبارنا :  

«نحن قريبون جدًا مما كانت عليه جنوب إفريقيا خلال حقبة الفصل العنصري وليس لدينا ما نفعله في غزة والحل هو إقامة الدولة الفلسطينية»، كلمات كانت كفيلة بأثارة النقاش الحاد لدى مختلف الدوائر الاستراتيجية والاعلامية الإسرائيلية بسبب صدورها من اعلى شخصية استلمت دائرة صنع القرار لديهم، أيهود أولمرت رئيس الحكومة الإسرائيلية في الفترة مابين بداية أيار 2006م لغاية نهاية آذار 2009م الذي جاءت كلماته خلال لقاءه مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية، ونوه أولمرت كذلك ان استئناف القتال في غزة الذي يروج له البعض هو استمرار للتوحل في المستنقع الغزاوي وما سيسبه ذلك من قتلى اضافيين في جيش الاحتلال تضاف للفاتورة العالية لهم فضلاً عن فقدان الأمل بعودة الأسرى في غزة.
ورغم دعوته خلال اللقاء مع الصحيفة الفرنسية الأبرز لتسليم غزة للسلطة الفلسطينية فقد اشترط بالمقابل ابعاد حركة حماس عن المشهد ككل فضلاً عن اشراك قوات عربية في عمليات الامن في القطاع، وهو الامر الذي أُعتبر بعدم الثقة بقدرة السلطة على أدارة غزة ومنع حدوث هجوم 7 أكتوبر جديد، وأعترف اولمرت ان هناك نقاشاً حاداً في الدوائر الاسرائيلية المختلفة حول سيناريوهات مستقبل الضفة الغربية ومنها اقامة الدولة الفلسطينية على جزء منها وهو ما يعمل عليه مع ناصر القدوة وزير خارجية ياسر عرفات السابق ووزراء خارجية أوروبيين، فبقاء اسرائيل في الضفة الغربية هي بمثابة وصفة كارثية لها كما يشير.
وشدد أولمرت أن استمرار الصراع مع الفلسطينيين سوف يعمق حالة «النبذ « التي تعيشيها إسرائيل حالياً من قبل المجتمع الدولي بحيث اصبحت توصف فيه بما كانت عليه جنوب افريقيا خلال سياسة الفصل العنصري، وأشار هنا الى الاعتماد الكبير لنتنياهو على الرئيس الاميركي ترامب داعمه الوحيد في الساحة الدولية بحيث اصبح ذلك بمثابة ارتهان إسرائيلي للإرادة الأميركية فيما يخص مختلف جوانب الأحداث والقضايا المصيرية، ونوه أولمرت هنا ان ترامب في دعمه لإسرائيل لن يكون كما كان خلال فترة رئاسيته الاولى لانتفاء حاجته لدعم اللوبي اليهودي الأميركي في فترته الثانية فهو يسعى لان يصنع التاريخ من خلال ارساء السلام في منطقة الشرق الاوسط الأكثر اضطراباً من خلال ايجاد للصراع الأطول أمداً المتمثل بالقضية الفلسطينية.
وهنا يجب التأكيد أنه رغم ما يبدو عليه حديث أولمرت من جنوح للعقلانية والسلام من قبل أحد قادة اسرائيل، فهو يعكس بلا شك مدى الأزمة التي تعيشها الدوائر المختلفة وصاحب القرار في إسرائيل فيما جرى ويجري على الساحة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية أضافة للتعامل فيما استجد من اوضاع في سورية ولبنان فضلاً عن التوتر وعدم الثقة الحاصل مع الأردن ومصر بسبب سياسات وممارسات دولة الأحتلال، فقد علمنا التاريخ أن أقوال قادة الاحتلال في هذا المجال بمثابة «كمن يرمي كسرة الخبز التي يملكها أملاً بالحصول على الرغيف»، وبالتالي فالأمر لا يغدو كونه بمثابة محاولة الهرب من حالة الفشل الحاصلة أملاً بتحقيق نجاح معين فضلاً عن بيانه لانتشار حالة تصفية الحسابات بين السياسيين وصناع القرار الإسرائيليين سيما أن نتنياهو عندما كان قائد المعارضة كان المهاجم الأكبر لأولمرت في تحميله نتائج حرب تموز 2006م مع لبنان.

ـ ألدستور

مواضيع قد تهمك