بمناسبة اليوم العالمي لسرطان الأطفال
منظمة الصحة العالمية تسلط الضوءَ على التحديات التي يواجهها الأطفال المصابون بالسرطان
![](/assets/2025-02-13/images/281214_1_1739472350.jpg)
- مع احتفال العالم باليوم العالمي لسرطان الأطفال، في 15 شباط/ فبراير، تُسلّط منظمة الصحة العالمية الضوءَ على التحديات التي يواجهها الأطفال المصابون بالسرطان في البلدان المتضررة من النزاعات وحالات الطوارئ.
ففي لبنان والأرض الفلسطينية المحتلة والجمهورية العربية السورية واليمن وأنحاء أخرى من إقليم شرق المتوسط، لا يواجه الأطفال الذين يصارعون السرطان الحقائق الأليمة لمرضهم فحسب، بل يواجهون كذلك الصعوبات المتفاقمة الناجمة عن الصراع والنزوح ومحدودية فرص الحصول على الرعاية الصحية.
ويُعدُّ سرطان الأطفال أحد الأسباب الرئيسية لوفاة الأطفال على الصعيد العالمي. وتشير التقديرات إلى تشخيص نحو 400000 حالة إصابة جديدة كل عام. وفي حين تحسنت معدلات البقاء على قيد الحياة تحسُّنًا كبيرًا في البلدان ذات الدخل المرتفع، فإن الوضع لا يزال مُزريًا للعديد من الأطفال في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط حيث تكون فرص الحصول على خدمات التشخيص والعلاج وخدمات الدعم محدودةٌ للغاية في كثير من الأحيان.
وتعمل منظمة الصحة العالمية مع الحكومات والأطراف المعنية الأخرى للتصدي لهذه التحديات، ولكن الوضع لا يزال حرجًا في إقليم شرق المتوسط حيث تسببت النزاعات وأزمات اللاجئين المستمرة في حرمان العديد من الأطفال المصابين بالسرطان من الحصول على العلاجات المُنقذة للحياة التي يحتاجون إليها. فالمستشفيات مثقلةٌ بالأعباء، وهناك نقصٌ في الطواقم الطبية، كما أن كثيرًا من مرافق الرعاية الصحية قد لحق بها الضرر أو الدمار.
وفي غزة، يلزم إجلاء مئات الأطفال إلى البلدان المجاورة لتلقي العلاج المنقذ للحياة، ومع ذلك، لم يحصل على الموافقة على الإجلاء مع مُرافقٍ إلا 10 فقط من أصل 405 طفلًا مصابًا بالسرطان كانوا قد أُحيلوا إلى مرافق لطب الأطفال خارج غزة بعد اندلاع الحرب في تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وفي بعض الحالات، تُوفِّي الأطفال قبل الحصول على الموافقة.
ويتضح أثرُ النزاعِ أيضًا، لا سيّما على المجالات التي لا تحظى بالأولوية الكافية مثل سرطان الأطفال، في البلدان التي تشهد حالات طوارئ ممتدة. ففي ليبيا، على سبيل المثال، هناك نقصٌ حادٌ في اختصاصيي الأورام المدربين، حيث لا يوجد سوى 0.82 اختصاصي أورام و0.2 اختصاصي علاج أورام بالإشعاع لكل 100000 شخص، وهذا يحول دون حصول العديد من الأطفال على الرعاية المنقذة للحياة.
ويؤدي النزاع إلى تعطيل سلاسل الإمداد، وينتج عن ذلك نقصٌ متكررٌ في الأدوية الأساسية لعلاج السرطان. ويمكن أن تتسبب حالات التعطُّل هذه في وفاة الأطفال، إذ يؤدي انقطاع العلاج إلى انخفاضٍ كبيرٍ في معدلات البقاء على قيد الحياة. وفي بعض المناطق، توقفت خدماتٌ حيويةٌ مثل زرع نخاع العظم بسبب تَعَطُّل الأجهزة، ما أدى إلى تقليص الخيارات المتاحة للمرضى.
وتركِّز منظمة الصحة العالمية وشركاؤها على تحسين إتاحة رعاية سرطان الأطفال في المناطق المتضررة بالنزاعات في إقليم شرق المتوسط. فمن خلال توفير الإمدادات الطبية ودعم نُظُم الرعاية الصحية المحلية وتدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية، تعمل المنظمة على ضمان عدم تعرّض أي طفل للوفاة بسبب انعدام الرعاية أو نقص الموارد.
وقال الدكتور أزموس همريتش، مدير إدارة الأمراض غير السارية والصحة النفسية بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: «من أجل التصدي لاستمرار تعطُّل خدمات سرطان الأطفال في السياقات الإنسانية، يُقتَرح إطلاق مبادرة بالغة الأهمية تتمثل في إنشاء وحدات متخصصة لعلاج السرطان في المناطق التي تتعرض فيها البنية الأساسية للرعاية الصحية للخطر. وتعمل المنظمة أيضًا على إنشاء عيادات متنقلة تستطيع الوصول إلى الأطفال النازحين في المناطق النائية أو التي يصعب الوصول إليها، وتقديم الدعم النفسي للأطفال وأسرهم".
وفي مواجهة هذه التحديات، فإن الجهود العالمية الرامية إلى تعزيز رعاية الأطفال المصابين بالسرطان تبعث على الأمل. وتُعدُّ المنصة العالمية لإتاحة أدوية سرطان الأطفال، التي يجري تجريبها حاليًا في الأردن وستُنَفَّذ قريبًا في باكستان، خطوةً كبيرةً إلى الأمام نحو ضمان سلاسة توفير إمدادات الأدوية الأساسية للأطفال المصابين بالسرطان. وقد أدى التعاون بين المنظمة ومستشفى سانت جود لبحوث الأطفال - في إطار المبادرة العالمية التي أطلقتها المنظمة بشأن سرطان الأطفال - إلى تسليط الضوء على رعاية الأطفال المصابين بالسرطان، ودفع عجلة التحسينات في 1…