صالح الراشد يكتب : "شيلوك البيت الأسود" سيسقط على أبواب غزة
![صالح الراشد يكتب : شيلوك البيت الأسود سيسقط على أبواب غزة](/assets/2025-02-13/images/281170_1_1739459807.png)
صالح الراشد
"التاريخ يعيد نفسه" مقولة حملت العديد من أوجه الفلسفة وقد تكون خاطئة إلا أن بعض الحالات تتشابه بطريقة تُشعرنا بأن ما يجري مجرد إعادة للحدث، ومن هذه الأحداث قصة اليهودي "شيلوك" تاجر البندقية الذي أقرض أنطونيو مالاً بالربا ووضع شرطاً بأن يحصل على رطلاً من لحم أنطونيو المُخلص لأصدقائه في حال فشل بسداد الدين الذي حصل عليه ليتزوج صديقه بيسانيو بحبيبته بورشيا ، وفي النهاية فشل اليهودي شيلوك في تحقيق أمنيته بفضل ذكاء "بورشيا"، واليوم يطل على العالم تاجر واشنطن الأشد لؤماً وكراهيه للبشرية من شيلوك، يجلس في البيت الأبيض شكلاً الأسود فعلاً باحثأ عن أكل لحوم البشر دون إراقة دمائهم.
فترامب واشنطن يضع الخطط التي قد تمكنه من الاستيلاء على الدول وفرض سيطرته عليها بقوة المال الذي أقرضه لها ويعد جميع سكان هذه الدول بالمزيد، وبالذات الشعب الفلسطيني الذي عليه أن يتنازل في البداية طوعاً عن حق العودة حتى ينعم بعطايا "البيت الأسود"، وحسب شيلوك سيتم توطين الفلسطينيين في المهجر في الدول المتواجدين فيها خارج فلسطين، وترحيل أهل غزة لدول الجوار وإلغاء المنارة الأخيرة للحق الفلسطيني المتمثلة بالمخيمات، ودمج سكانها في الشعوب العربية مع تعويض مناسب للأفراد والدول المستضيفة إضافة لدعمها بمشاريع اقتصادية وبنية تحتية تساهم في تخفيف البطالة وسداد ديونها المتراكمة.
ولن ينجوا الشعب الفلسطيني القابع على أرضه في الضفة من شيلوك إذ سرعان ما سيعرض عليهم مبالغ مالية طائلة لمغادرة فلسطين، صوب الدول التي ستستقبلهم كون خروجهم طواعية وليس بالإكراه، بل سيمنحهم حق اللجوء في الدول الأوروبية والولايات المتحدة ونيل جنسية هذه الدول لتحقيق حلمهم بالأمان الذي يتمنوه على أرضهم الأصلية، وبالتالي يتحقق الحلم الصهيوني بدولة يهودية على كامل أرض فلسطين خالية من سكانها، وسيجير "شيلوك واشنطن" جميع مصادر المال في العالم لخدمة الأهداف الصهيونية بترحيل الفلسطينيين وقبولهم بالأمر الواقع بالتراضي.
هذه حُلم "شيلوك واشنطن" الذي لم يقرأ التاريخ ولم يدرك بأن شيلوك البندقية خسر قضيته بفضل ذكاء بورشيا التي طالبت بتطبيق حكم البندقية إذا أراق شيلوك أي قطرة دم من أنطونيو، وفي ظل وجود حكماء في العالم العربي يرفضون التهجير وعقلاء في الشعب الفلسطيني يتمسكون بالوطن، لن يستطيع تاجر واشنطن أن يحقق ولو جزء بسيط من أحلامه التي ستتحول لكوابيس تؤرق ليله وتدمر نهاره، حتى يجد نفسه خارج المنظومة السياسية بصحبة رفيقه في الغباء السياسي نتنياهو ، لا سيما ان العالم أدرك أنها يمثلان النازية الهتلرية والفاشية الموسولينية بأبشع صورها، وسيسقطان على أبواب غزة التي أسقطت جميع غزاتها ولن يكونا إستثناء ولن ينجوا أي منهم من تهمة التطهير العرقي.
آخر الكلام:
السياسة ليست مجرد كلمات وقرارات بل هي فن الممكن وهذا أمر يجهله الحالم ترامب، فيما يجيده الكثير من قيادات العالم العربي الذين تربوا في بيوت الحكم لنجد أن فكرهم السياسي يشكل دعماً للمدافعين عن بلادهم مما سيجعل القادم عكس ما يريده ترامب.