د. ضرار مفضي بركات يكتب : معجزة الإسراء والمعراج: دروس وعبر في عظمة الصلاة"
د. ضرار مفضي بركات :
رئيس اللجنة القانونية في رابطة الأدباء والمثقفين العرب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي العربي الهاشمي الأمين، محمد بن عبد الله، المبعوث رحمة للعالمين.
يأتي هذا المقال في عظمة حادثة "الإسراء والمعراج" فضلاً ودلائل، ولما من تضمنت من دروس وعبر وعظات، عظيمة يتأس بها المسلمين، تعلما وعملاً، مؤكدين على على ما تؤكده معجزة الإسراء والمعراج من عظمة الدين الإسلامي، ولما حققته الحادثة من تسرية عظيمة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام مما أصابه من لؤم قريش ومن حولهم، من الصد والتصدية، والمنع والتعذيب الجسدي والمعنوي، ويأتي الحديث هنا في محاور، هي:
المحور الأول: التعريف بالحادثة:
في ليلة من ليالي شهر رجب، أسري بالرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس، ثم عرج به إلى السماوات العلا، في رحلة عظيمة عُرفت بالإسراء والمعراج، فهذه الحادثة العظيمة لا تُعتبر مجرد حدث تاريخي، بل هي معجزة إلهية تُظهر أحداث كثيرة ومنها: فرض الصلوات الخمس، وبيان لأهميتها في حياة المسلمين.
المحور الثاني: بعض الدروس والعبر:
- هذه الحادثة هي بيان لفرضية الصلاة وأهميتها في حياة المسلم، لقد أمر الله تعالى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالصلاة خمس مرات في اليوم، وأكد على أهميتها في القرآن الكريم.
- الصلاة هي الركن الوحيد الذي فرض من فوق سبع سماوات، وهي السبب في نزول الرحمة والبركة من الله تعالى.
- هذه الحادثة هي للتأكيد على أهمية التوحيد، لقد رأى الرسول -صلى الله عليه وسلم- في رحلته إلى السماوات العلا، ما يدل على عظمة الله تعالى وعبودية التوحيد، إيماناً بأنه لا شريك له، وأن كل شيء في الكون يخضع لسلطانه.
- هذه الحادثة هي للتأكيد على أهمية الصبر والتحمل، فلقد واجه الرسول -صلى الله عليه وسلم- العديد من التحديات والصعوبات في رحلته، ولكنّه تحملها بصلابة وثبات.
- هذه الحادثة هي للتأكيد على أهمية الدعاء والابتهال إلى الله تعالى. لقد رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في رحلته إلى السماوات العلا، أن الله تعالى هو القادر على كل شيء، وأن الدعاء والابتهال إليه هو السبب في نزول الرحمة والبركة.
المحور الثالث: علاقة "الصلاة" بالاسراء والمعراج:
حديث، ابن عباس رضي الله عنهما قال: "فرض الله تعالى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في السماء السابعة، ففرض خمس صلوات..." رواه البخاري.
ومن الحكمة أن الصلاة هي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، كما جاء في الحديث النبوي: "الصلوات أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، فإن صلحت، صلح سائر عمله، وإن فسدت، فسد سائر عمله" رواه الترمذي.
هذه الأحاديث تُظهر أهمية الصلاة، فهي الركن الأساسي الذي يبنى عليه سائر الأعمال، من حيث الحكم والفضل، وهذا يوجب على كل مسلم أن يحافظ على صلاته، ويؤديها بإخلاص وخشوع، لأنها السبب الرئيس في التوفيق ورضا الله تعالى، والفوز بالجنة ونعيمها.
وفي الختام، معجزة الإسراء والمعراج هي حدث عظيم يُظهر أهمية الصلاة وأهمية التوحيد والصبر والتحمل والدعاء والابتهال إلى الله تعالى. يجب أن يكون هذا الحدث دائماً في أذهان المسلمين، ويؤثر على سلوكهم وتفكيرهم، حتى يمكنهم أن يعيشوا حياة صالحة ومباركة.
والله الموفق لكل خير لا رب غيره.