الأخبار

كمال زكارنة يكتب : حرب غزة فاصلة للصراع!

كمال زكارنة  يكتب : حرب غزة فاصلة للصراع!
أخبارنا :  

كمال زكارنة :
العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة،ليس معركة قد تنتهي بنتائج محدودة او محددة ،انها حرب مصيرية مفصلية ،وبمعنى ادق حرب وجود.
الحكومة الاسرائيلية المتطرفة واليمين الاسرائيلي بشكل عام ،يريدها حربا نهائية ،تنهي الصراع الفلسطيني الاسرائيلي بنتائجها على الارض ،والهدف الاسرائيلي من استمرار هذا العدوان هو القضاء التام على المقاومة الفلسطينية ،وان امكن اجتثاث الشعب الفلسطيني من قطاع غزة بالكامل ،وهي بالمعنى الحقيقي حرب تطهير عرقي اقتلاعية ابتلاعية ،لن تتوقف الا بتحقيق هذا الهدف ،الا اذا تدخلت قوة خارقة نجبر اليمين وحكومة اليمين الاسرائيلية على وقفها،اي التدخل الامريكي الجاد.
المقاومة الفلسطينية تقاتل بوعي عميق جدا ،وفهم حقيقي وتفصيلي للاهداف والمشاريع الاسرائيلية ،وتتعامل مع هذا العدوان والحرب على القطاع ،من منطلق معرفة كاملة بالمخططات والمشاريع والاهداف الاسرائيلية ،ورغم صغر مساحة قطاع غزة ،الا ان المقاومة الفلسطينية تعرف وتدرك كيف ومتى واين تنقل المعركة مع الاحتلال ،وكيف تتنقل في القتال من ميدان الى ميدان، ومن مساحة الى اخرى ومن زقاق الى حارة ،ومن الجنوب الى الوسط الى الشمال ،وكل خطوة قتالية تخوضها المقاومة ضد الاحتلال ،محسوبة ومدروسة بدقة متناهية.
اليوم تركز المقاومة في تصديها للعدوان الاسرائيلي ،وفي قتالها المستميت شمال القطاع،لان العدوان يستهدف الشمال ،ويعمل بكل ما يستطيع ويملك من قوة، لتطبيق خطة الجنرالات شمال القطاع،وهي خطة امريكية اسرائيلية مشتركة رسما وتنفيذا ،تهدف الى السيطرة الكاملة على مصادر النفط والغاز الفلسطينية وعلى ميناء قطاع غزة ،التي تقع جميعها شمال القطاع وهي منطقة خطة الجنرالات،وجعلها حزاما امنيا لغلاف غزة ،ومن اجل ذلك، تقوم قوات الاحتلال بحرق كل مقومات الحياة في تلك المنطقة ،وحرق كل اسباب الحياة والتشبث بها ،واجبار المواطنين الفلسطينيين على هجرها والرحيل منها وعنها ،فبعد تدمير البنية التحتية بالكامل والمدارس وجميع اماكن ومؤسسات ومنشآت التعليم والتعلم، جاء دور المنشآت والمؤسسات الصحية التي تم حرقها ،واعتقال الكوادر الطبية وقتل بعضها ،وبالتالي حرق الحياة بشكل كامل في هذا الجزء من قطاع غزة .
المقاومة ترد على هذا المخطط بقوة غير مسبوقة وصمود اسطوري ،وتوقع بالجيش المحتل الغازي خسائر فادحة جدا،ورغم اعتراف الاحتلال بمقتل اكثر من اربعين ضابط وجندي في معارك شمال القطاع الاخيرة،الا انه يخفي عدد الجرحى الذي فاق الثمانمائة وخمسين جريحا بين ضابط وجندي ،والاحتلال يعلن انه لن يوقف الحرب حتى لو تم التوصل الى صفقة تبادل.
وتهدف اسرائيبل ايضا من تدمير المستشفيات والمراكز الصحية الى منع علاج جرحى المقاومة واجبارهم على الموت .
وهناك معلومات تفيد بأن حكومة الاحتلال تسعى وتعمل على ضم شمال قطاع غزة بالتزامن مع ضم شمال الضفة الغربية المحتلة ،كمرحلة اولى من مراحل ضم الاراضي الفلسطينية المحتلة ،والملاحم البطولية التي يسطرها المقاومون شمال القطاع، ما هي الا لافشال هذا المخطط الامريكي الاسرائيلي المشترك،والمقاومة تملك القدرة على وضع الخطط القتالية المناسبة لمواجهة العدوان الاسرائيلي، وقد اثبتت تفوقها في ذلك على الاحتلال وحلفائه.
وبالنظر الى اهداف هذه الحرب ،فان نتائجها لا تقاس بحجم الخسائر البشرية والمادية، وانما بتحقيق اهدافها ،اذا علمنا ان هدف المقاومة هو التحرير ،وهدف الاحتلال ابتلاع الاراضي الفلسطينية وقبر المشروع الوطني الفلسطيني بشكل نهائي والى الابد.
ورغم فداحة الثمن فلسطينيا ،الا ان صمود المقاومة ينسف كل مخططات ومشاريع واهداف الاحتلال الاسرائيلي وامريكا والغرب في فلسطين.
لا يمكن لهذه الحرب ان تتوقف الا في احدى حالتين ،الاولى انهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي باقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران عام 1967،او نجاح اسرائيل بالقضاء على المقاومة الفلسطينية واخلاء قطاع غزة من سكانه وضمه للاحتلال.
اذن الحرب الدائرة الان في قطاع غزة ،لن تتوقف الا بانهاء الاحتلال للاراضي الفلسطينية المحتلة كاملة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ،او بانهاء المقاومة الفلسطينية وترحيل الشعب الفلسطيني،فأيهما اقرب للواقع والتطبيق؟

مواضيع قد تهمك