الأخبار

د. اسمهان ماجد الطاهر : الأردن عنوان رئيسي بالاستقرار الإقليمي

د. اسمهان ماجد الطاهر : الأردن عنوان رئيسي بالاستقرار الإقليمي
أخبارنا :  

الأردن، كدولة استراتيجية في الشرق الأوسط، تشترك في الحدود مع إسرائيل وسوريا والعراق والمملكة العربية السعودية، وهي لاعب رئيسي في الاستقرار الإقليمي، خاصة بالنظر إلى موقفها من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

ولكن ما الذي يمكن أن تحمله عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حول سياسته في المنطقة، لا سيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

إن هذه التساؤلات تحتم على الحكومة الأردنية اتخاذ خطوات عملية نحو تقييم العلاقات الدبلوماسية اقليميا ودوليا، بهدف تعزيز الموقف الثابت تجاه القضية الفلسطينية، والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. وذلك من خلال حشد الدعم والمساندة اقليميا ودوليًا، وبالذات الدعم الدبلوماسي من الدول المحايدة أو المؤيدة للمواقف الأردنية.

بطبيعة الحال تربط الأردن علاقات دبلوماسية، مع المملكة العربية السعودية، حيث تعتبر السعودية حليفًا أساسيًا للأردن. تتقاسم الدولتان مصالح مشتركة في مكافحة عدم الاستقرار الإقليمي، وخاصة فيما يتعلق بالصراع السوري، والوضع الفلسطيني. وعبر الزمن زادت العلاقات متانة بين البلدين ويمكن وصف ما بين البلدين يتحالف سياسي قوي.

كذلك يملك الأردن علاقات دبلوماسية مع الإمارات العربية المتحدة: وتعد الامارات حليفا استراتيجيا في السياق الأوسع للدبلوماسية في الشرق الأوسط.

كذلك يرتبط الأردن بعلاقات دبلوماسية وسياسية قوية مع مصر نظرًا لعلاقتها التاريخية مع الأردن والمخاوف المشتركة بشأن الأمن الإقليمي، وتعتبر مصر شريكًا حيويًا. وكلاهما لديه مصالح مشتركة في الحفاظ على استقرار الأوضاع في المنطقة.

أما خارجيا فيرتبط الأردن بعلاقات مع الولايات المتحدة، حتى لو افترضنا أن ترامب سيدفع بأجندة معينة تجاه الأردن، فإن المشهد السياسي الأميركي ديناميكي. وهناك علاقات وثيقة للحكومة الأردنية مع السياسيين الأميركيين، ويجب أن تعمل الحكومة الأردنية من أجل ضمان استمرار حيوية هذه العلاقات من خلال القنوات الدبلوماسية وتسليط الضوء على أهمية الأردن في السياق الإقليمي الأوسع، ودوره في منع أي إجراءات تهدد استقرار المنطقة.

وبشكل خاص، على الحكومة الأردنية عمل مزيد من التنسيق مع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لتأكيد اهمية الأردن الاستراتيجية في الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين، وخاصة فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

إضافة إلى اهمية التعاون الأمني والعسكري مع حلف شمال الأطلسي، فعلى الرغم من أن الأردن ليس عضوًا في حلف شمال الأطلسي، إلا أنه أبرم اتفاقيات تعاون مع الحلف، وخاصة في مجال مكافحة الإرهاب والأمن. ويمكن للأردن أن يسعى إلى تعميق العلاقات العسكرية والأمنية مع دول حلف شمال الأطلسي، وخاصة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، لضمان استمرار دفاعه عن الاستقرار الإقليمي.

لقد حافظ الأردن في السنوات الأخيرة، على موقف محايد بشأن العديد من القضايا التي تتعلق بروسيا والصين. وقد يكون من الافضل له أن يتجه نحو تعزيز العلاقات مع هذه القوى كقوة موازنة للنفوذ الأميركي والإسرائيلي. وخصوصا أن روسيا والصين أظهرتا اهتمامًا متزايدًا بالشرق الأوسط وقد تقدمان للأردن سبلًا بديلة للدعم السياسي والاقتصادي.

إن أفضل استراتيجية للأردن الجمع بين التواصل الدبلوماسي مع القوى الإقليمية والعالمية، وموازنة العلاقات بعناية مع الحلفاء التقليديين مع تنويع العلاقات الدبلوماسية.

تحالف الأردن مع المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة، فضلًا عن زيادة التعاون والتنسيق مع الهيئات الدولية مثل الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي، بالإضافة إلى التعامل مع قوى عالمية أخرى مثل روسيا والصين من شأنه أن يوفر للأردن المزيد من المرونة الدبلوماسية، والحفاظ على دوره المهم بالمنطقة، وضمان حماية سيادته ومصالحه الاستراتيجية من خلال نهج دبلوماسي متنوع ومتوازن. حمى الله الأردن . ــ الراي

a_altaher68@hotmail.com

مواضيع قد تهمك