ماري حتر صويص : 2025.. ليكن عاماً مُشرفاً في الإنجاز
ونحنُ نقلب صفحةً من عمر الزمن، نتذكر عاماً مرَ مليئاً بالالم والظلم والحروب وقتل الأبرياء وغياب العدالة وعجز الضمير الإنساني وإغراق البشرية في دماء لا ذنب لها بها، تدفع ثمن عبثية الحرب وما ينتجُ عنها من تداعيات ودمار، لشعوب أقصى طموحاتها العيش في اوطانها بمحبة وحرية وسلام.
ورُغم كل هذا الوجع، ما زلنا نحارب الألم بالأمل، والظلم بالصبر على الشدائد والثبات، والحروب بالثقة بعدالة السماء، عيوننا شاخصة لمن لا يضيع عنده حق، الأيادي ضارعة بالرجاء، والالسن تلهج بالدعاء أن يكون القادم أفضل.
ولكن هل تكفي الأمنيات؟ إذا لم تصاحبها الإرادة الصادقة المخلصة والعمل الجاد الحكيم على المستوى السياسي والانساني للوَقوف بوجه هذا الوحش البشع الذي يعيث بالمنطقة دماراَ وقتلاً وسلباَ..
يستنزف الدماء والموارد ويشيطن كل القيم والأخلاق الإنسانية، لاشباع جَشعه وأحلامه المريضة هو ومن يُشد على يدهِ من دُعاة الصهينة وتجار الحروب والاسلحة.
الحلم بغدٍ أجمل حق مشروع، والسلام يستوجب يقظة الضمير، وإعادة هوية الانسنة للإنسان التي أضاعتها الأنانية والفساد والقوة والمصالح الفاسدة التي تصمت عن قول الحق، وتهجير الشعوب وبشاعة المجازر والاجرام في غزة وسوريا ولبنان وكل بقاع العالم. السلام يحتاج لشجاعة للدفاع عنه والمحافظة عليه..
أعود لوطني، الذي يقف على مشارف الحلم، ويحظى بقيادة حكيمة تنتصر للعدالة والسلام وتسعى جاهدة لنزع فتيل الحرب في المنطقة.
وكلنا فخر بملك السلام نسير على خطاه، وسعيه الحثيث لتحقيق إنجازات تليق في البناء والإصلاح والتنمية من خلال خطاب العرش والأوراق النقاشية السبع ولقاءاته في كل المحافظات وحثه للجميع على العمل والبناء وتشجيع الشباب في مبادرات هادفة لتحقيق إنجاز مشرف.
ونلمس ايضا نوعاً من التغيير في نهج الحكومة، العمل الميداني، الوقوف على الاحتياجات الفعلية لكل محافظة وتشجيع فرص الاستثمار وتعزيز اللامركزية، وتشجيع السياحة كرافد حيوي للدخل القومي، وتفعيل كافة الفرص المتاحة بوعي وحكمة.
ما نحتاجه فعلا هو الدراسات والاستطلاعات الصادقة وفهم المعطيات لنبني عليها خططاً مستقبلية بمنهجية علمية، وهنا لا بد من تفعيل الموارد المعطلة في إنجاز العمل الميداني، جامعاتنا تخرج آلاف الطلبة في علم الإحصاء وعلم الاجتماع والبرمجة، فهل نُوكل لهم في مساق إلزامي القيام بدراسات دون الاعتماد على التمويل الخارجي
نخرج آلاف الطلبة في هندسة الزراعة والإنتاج والادارة فلماذا لا نرسل شبابنا الى حيث التطبيق العملي في الزراعة الى الأرض لتطوير أداء المزارعين والنهوض بالقطاع الزراعي بكفاءات أردنية والحد من العمالة الوافدة، التي تستنزف موارد الوطن وفرص الشباب في العمل لنتذكر ان الزراعة لا تطبق في المكاتب المكيفة، وإنما في الأرض صمام أمان الغذاء، تبارك جهود من يعمل بها بمحبة وإخلاص.
الأحزاب والنواب ومؤسسات المجتمع المدني، هل انتهت برامجهم الانتخابية الرنانة بمجرد وصولهم إلى القبة ام ان عليهم واجب العمل كل في دائرته ليكون رديفاً للدولة في تفعيل برامج العمل والإنتاج وتعزيز مفهوم المواطنة والتشاركية والتوعية لنصل الى أحداث الإصلاح والتغيير والتنمية ليتذكر النائب انه تحت القسم ما دام تحت القبة وعليه الوفاء بكل ما وعد.
أعلم أن التحديات كبيرة، والأمنيات أكبر، ولكن الإرادة المخلصة الصادقة وحدها تجعل من الأردن الوطن الأسمى بجهود شعبه.
خمسة وعشرون عاماً من الإنجاز المُشرف في عهد الملك عبدالله الثاني المفدى، نأمل أن يتبعها خمسة وعشرون أخرى من التميز ونحن نفتخر ونراكم على ما وصلنا إليه.
وختاماً، إنه عام جديد يستحق ان نستبشر به خيراً، ونستقبله بفكر جديد ورؤية حكيمة، الوطن يستحق ان يقوده الحكماء والعقلاء ويبنيه أبناؤه المخلصون الأوفياء.
كل عام ونحن بحجم الأمل والطموح، نسعى بالعزم والارادة ليكون الغد أفضل، والحياة أجمل نحياها بمزيد من العدل والكرامة، بمزيد من العمل والإنجاز المشرف لأن الأردن يستحق وشعبه يستحق.
كل عام والوطن ومليكه وولي عهده وشعبه وارضه وسماؤه بألف خير ــ الراي
maryhatter2006@yahoo.com