الأخبار

حسام الحوراني : الطريق لتحفيز الاقتصاد الأردني في عام 2025 هو الاستثمار في الذكاء الاصطناعي

حسام الحوراني : الطريق لتحفيز الاقتصاد الأردني في عام 2025 هو الاستثمار في الذكاء الاصطناعي
أخبارنا :  

الذكاء الاصطناعي يمثل إحدى الركائز الأساسية التي يمكن أن تدفع عجلة الاقتصاد الأردني نحو التحول والازدهار. فمع التطور السريع الذي تشهده هذه التكنولوجيا، أصبحت الدول تسابق الزمن للاستفادة من إمكانياتها الهائلة لتحسين الإنتاجية، تقليل التكاليف، وابتكار حلول جديدة للتحديات الاقتصادية والاجتماعية. الأردن، بطاقاته البشرية الواعدة وبنيته التحتية الرقمية الناشئة، يمتلك فرصة ذهبية للاستثمار في هذا المجال ليصبح لاعبًا رئيسيًا في المنطقة.

يعتمد الاستثمار في الذكاء الاصطناعي على استغلال الموارد البشرية المتاحة، خصوصًا في ظل تزايد أعداد الخريجين المتخصصين في علوم الحاسوب، الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات والتخصصات التابعه. هؤلاء الشباب يمثلون أساس التحول الرقمي، حيث يمكن تأهيلهم وتدريبهم لتطوير حلول ذكية تلبي احتياجات السوق المحلي والإقليمي. كما يمكن للشركات الناشئة الأردنية أن تلعب دورًا رئيسيًا في هذا المجال، من خلال تقديم منتجات وخدمات مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

القطاعات الاقتصادية المختلفة في الأردن، مثل الزراعة، الصحة، التعليم، والخدمات اللوجستية، يمكن أن تستفيد بشكل كبير من تطبيقات الذكاء الاصطناعي. في قطاع الزراعة، على سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل التربة، تحسين عمليات الري، وزيادة إنتاجية المحاصيل. في مجال الصحة، يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي تحسين تشخيص الأمراض وتقديم خدمات صحية ذكية تساهم في تقليل التكلفة وتحسين جودة الخدمات.

الاستثمار في الذكاء الاصطناعي لا يقتصر فقط على تطوير التطبيقات والحلول، بل يشمل أيضًا تحسين البيئة الاستثمارية لجذب الشركات العالمية والإقليمية التي تعمل في هذا المجال. يمكن للأردن أن يصبح مركزًا إقليميًا للابتكار في الذكاء الاصطناعي من خلال إنشاء حاضنات تكنولوجية، تقديم حوافز ضريبية للشركات الناشئة، وتوفير برامج تدريبية متقدمة للشباب. التعاون بين القطاعين العام والخاص في هذا السياق هو المفتاح لتحقيق هذه الأهداف، حيث يمكن للحكومة والشركات الكبرى العمل معًا لتطوير استراتيجيات متكاملة تدعم نمو هذا القطاع.

علاوة على ذلك، يجب تعزيز البنية التحتية التكنولوجية في الأردن لتسهيل تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي. يشمل ذلك على سبيل المثال دعم مراكز البيانات وتبني سياسات التحول الرقمي المتقدم المبنية على خدمات الذكاء الاصطناعي وتطوير منصات تعليمية متخصصة لتدريب الشباب على مهارات المستقبل. الاستثمار في هذه البنية التحتية لن يسهم فقط في دعم الذكاء الاصطناعي، بل سيعزز أيضًا قدرة الأردن على المنافسة في الاقتصاد الرقمي العالمي.

لكن النجاح في هذا المجال يتطلب أيضًا التركيز على السياسات والتنظيمات التي تضمن استخدامًا مسؤولًا وأخلاقيًا للذكاء الاصطناعي. يجب وضع إطار قانوني يحمي الخصوصية، يضمن الأمان السيبراني، ويشجع الابتكار في الوقت ذاته. هذه السياسات ستعطي المستثمرين المحليين والدوليين الثقة في البيئة الاستثمارية للأردن.

الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تقنية، بل هو فرصة اقتصادية واجتماعية يمكن أن تغير قواعد اللعبة. إذا تم استغلاله بشكل صحيح، يمكن أن يصبح الأردن نموذجًا يحتذى به في المنطقة، حيث يحقق نموًا اقتصاديًا مستدامًا، يوفر فرص عمل للشباب، ويعزز مكانته كوجهة رائدة للابتكار والتكنولوجيا. الآن هو الوقت المثالي للتركيز على هذا القطاع الواعد ووضع الأسس لمستقبل أكثر إشراقًا للأردن.

مواضيع قد تهمك