محمد داودية يكتب : الأخوات المسلمات والأخوات المسيحيات !
صباح يوم الإثنين، استقبلتُ الدكتورة ديمة طهبوب وراكين أبو هنية ونور أبو غوش نواب كتلة حزب جبهة العمل الإسلامي، في مكتبي بمجلس الأعيان.
حملن لي سجادة صلاة زاهية جميلة، تعبر عن حرصهن على جني أجرٍ -يعادل كما قالت الدكتورة ديمة- أجر معالي الأخ مفلح الرحيمي الذي دلني على الفلاَح.
والدكتورة ديمة طهبوب أستاذة أدب الإنجليزي، مما يدفعني إلى الطلب منها مناقشة كتابي حين إشهار الطبعة الثانية منه قريبا.
وإما النائب راكين أبو هنية، فهي كريمة صديق السبعينات العتيق، العميد المتقاعد خلف أبو هنية التعمري ضابط المشاة جريح وبطل معركة الكرامة.
ولفتتني النائب نور أبو غوش ذات الثقافة الأدبية السوسيولوجية الواضحة، التي تهتم بأثر نشأة وبيئة القادة المنزلية والاجتماعية على سلوكهم وقراراتهم.
مساء يوم الإثنين، زرت وزوجتي ماجدة، أصدقاءنا المسيحيين وتبادلنا معهم التهاني الزاهية الجميلة، بعيد الميلاد المجيد والعام الميلادي الجديد. والتقطنا الصور النقية أمام شجيرات عيد الميلاد المزركشة الجميلة.
زرت برفقة أم عمر، الصديقين الدكتور حسام باشا المخامرة أبو عمر وزوجته الأخت آمال جريسات، ولما حان وقت صلاة المغرب قدمت لي "راعية البيت" سجادة الصلاة فصليت وأنا في منتهى الخشوع.
ختمت صلاتي بالدعاء للبلد، وللملك عبد الله، وللملك الحسين يرحمه الله، ولشعبنا الأردني، ولأهل الدار، ولنفسي ولأسرتي، ولإخوتي، وللأصدقاء، بالنجاح والفلاح.
تقصّدت أن أصلي في منزل صديق أردني مسيحي، ولما سألتني الأخت أم عمر، إن كنت أوافق على ان أصلي في الكنيسة التي في منزلهم، أجبت انها بيت الله، وطبعًا يشرفني أن أصلي فيها.
في منزل صديقي الراحل المهندس أدولف الصويص أبو مايكل، استعدت ذكرياتي الزاهية مع الأصدقاء أدولف الصويص وهويشل باشا العكروش ونوفان باشا الكرادشة، ومناسف إبنة عمي الكركية أم مايكل.
نبيل غيشان أبو سيف، ظاهرة، مرجع فريد في إحاطته العميقة بالأغنية الشعبية والتراث الثقافي الشفوي، علاوة على أنه سيد من أطلق النكتة والحكايا الشعبية الطريفة.
قالت الأخت إيناس أم سيف، وكانت قرأت خبر زيارة النواب ديمة وراكين ونور، لي في مجلس الأعيان، بلدنا حلوة حلوة. الصبح يا أخي أبو عمر انت تلتقي مع الأخوات المسلمات، والمسا انت تلتقي مع الأخوات المسيحيات !!
هذا هو الأردن، بلدنا الجميل، حصن الأمة العربية الرحب الصلب، حيث لا مقابر جماعية ولا فردية تذرف الأمهات الدموع على أطلالها.
ــ الدستور