الأخبار

اسماعيل الشريف يكتب : رسائل موسى

اسماعيل الشريف يكتب : رسائل موسى
أخبارنا :  

المثل المشهور الشيطان الذي تعرفه أفضل من الشيطان الذي لا تعرفه ينطبق على العلاقة «الإسرائيلية» السورية – مارك بوليمر، ضابط استخبارات أمريكي سابق.

عقب سقوط نظام الأسد ظهرت وثائق سرية للغاية تغطي الفترة الممتدة بين أيار وتموز من عام 2023 ،الوثائق التي أصبحت متاحة بسهولة عبر الإنترنت كشفت عن وجود علاقة بين نظام بشار الأسد والكيان الصهيوني.

تشير هذه الوثائق التي تم التحقق من صحتها عبر مصادر استخباراتية متعددة وتحمل أختام الجهات الأمنية السورية إلى رسائل مباشرة من عميل صهيوني يُدعى موسى إلى مسؤولين سوريين من بينهم وزير الدفاع الفريق أول محمود عباس الذي نقل الرسائل بدوره إلى علي مملوك رئيس المخابرات، الوثائق أظهرت موقفًا صهيونيًا واضحًا: الإبقاء على الأسد في الحكم ولكن ضعيفًا مع استهداف قوافل الأسلحة الإيرانية التي تمر من سوريا باتجاه حزب الله خاصة في منطقة الجولان.

وتتطابق محتويات الوثائق مع أحداث معلنة مثل الضربات الصهيونية على مستودعات أسلحة ومعسكرات تدريب في دمشق ومحيطها كما ورد في وسائل الإعلام الرسمية السورية، علاوة على ذلك جاءت هذه الوثائق من مواقع استخباراتية موثوقة في دمشق فور انهيار النظام.

تكشف إحدى الرسائل المؤرخة في 17 أيار 2023 عن استياء الصهاينة من إطلاق صواريخ باتجاههم من مرتفعات الجولان، بإيعاز إيراني. حذرت الرسالة النظام السوري من استمرار استخدام أراضيه لتسهيل أنشطة إيران وحماس، مهددة بتصعيد عسكري إذا لم يتم وقف هذه العمليات.

وفي رسالة أخرى، بتاريخ 8 حزيران 2023، أفاد موسى برصد الصهاينة لثماني طائرات إيرانية تهبط في قاعدة حميميم لنقل أسلحة إلى حزب الله. تضمنت الرسالة تهديدًا واضحًا: «إذا استمر نقل الأسلحة، فلن نقف مكتوفي الأيدي.»

لعبت روسيا دور الوسيط، حيث حاولت الحفاظ على توازن بين دعمها لنظام الأسد وتعاونها مع الصهاينة. الضمانات الروسية ساعدت في تقليل الضربات الصهيونية على المواقع العسكرية السورية، طالما التزم الأسد بعدم تسهيل العمليات الإيرانية.

هذه الرسائل أكدت أن الآلية، تحت الإشراف الروسي، تسمح لسوريا بتلبية احتياجاتها الأمنية مع تجنب استهداف بنيتها التحتية.

كشفت الوثائق عن تخوفات إيران وحزب الله من المعلومات الدقيقة التي تمتلكها الاستخبارات الصهيونية. استهدفت الضربات الجوية الصهيونية مواقع تدريب ومستودعات أسلحة لحزب الله، من بينها «ملف الجولان»، وهو مشروع سري يهدف إلى تأسيس جبهة جديدة ضد الصهاينة. كما قام الصهاينة باستهداف قادة المشروع الإيرانيين عبر غارات دقيقة.

بقية مقال اسماعيل لاشريف

رسائل موسى

مع انهيار النظام في ديسمبر 2023، شن الصهاينة حملة عسكرية شاملة دمرت خلالها معظم البنية التحتية العسكرية السورية، مما أكد غياب الإشراف الروسي وفقدان الدعم الإقليمي للنظام. وتشير بعض المصادر، التي لم أتمكن من التحقق من صحتها، إلى أن جزءًا من الأسلحة التي قصفها الصهاينة كانت أسلحة صهيونية زُوّد بها النظام لحمايته!

هذه الوثائق تسلط الضوء على لعبة معقدة من المصالح المتضاربة، حيث يظهر النظام السوري محاصرًا بين النفوذ الإيراني، والضغوط الإسرائيلية، والوساطة الروسية.

وفي النهاية، أكدت الوثائق أن بقاء الأسد لم يكن سوى أداة لتحقيق توازن هش بين المصالح المتضاربة، وساحة لحروب بالوكالة بين قوى متعددة.

لنكن واقعيين، كان نظام الأسد نظامًا انتهازيًا هشًا وضعيفًا، هدفه الوحيد البقاء في الحكم. أما الشعارات التي رفعها، كالقومية العربية ومحاربة الصهاينة، فلم تكن سوى وسائل لتبرير شرعيته. وبرأيي الشخصي، أن محاولات الأسد لتغيير تحالفاته أدت إلى فقدانه ثقة أقرب حلفائه، الذين توصلوا إلى قناعة بأنه بات عبئًا عليهم، وأن سقوطه أصبح مسألة وقت، فتركوه يواجه مصيره وحده. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك