قراءة في كتاب جامعة الخليج عن الدكتور خالد عبد الرحمن العوهلي
د. جمال عبدالسلام الطراونة
النُّصوصُ الأدبيّةُ على وَفْق أشكالِها وأجناسِها، ودرجة الابداع فيها لا تقلُّ أهمية الكتب الخاصة التي تتحدث عن المنجزات بكافة أشكالها،
و كتاب جامعة الخليج ، الموسوم بــسيرة الدكتور خالد (ملامح لا تذكرّ قولًا خالدًا للشّاعر أبي الفضل الميكالي يناسب مقام الغائب الحاضر الدكتور خالد؛ إذ يقول:
عمرُ الفتى ذكرُه لا طولَ مُدّته وموتهُ خُزيه لا يومُه الدَّاني
فأحيي ذِكْرَك بالإحسان تودعه تجمعْ بذلك في الدُّنيا حياتان
والدّكتور خالد على هذه الشّاكلة – رحمه الله – عاش حياةً ملأى بكلّ ما هو جميل فكانَ الإنسان بكل ما توحي كلمة الإنسان مِنْ دلالات إيجابيّة، وينضافُ إلى ذلك الخلق الرّفيع الّذي إنماز به رحمه الله. فالإنسانيّة والخلق الحسن من أرفع درجات السمات الشّخصية لدى الإنسان المِثال، ولقد تحقق هذا المعيار لدى الدّكتور خالد العوهلي رحمه الله وجعل الفردوس الأعلى مأوه. أُثني على الجسم الأكاديمي في جامعة الخليج العربي الموقّرة أنّهم أصدروا كتابًا، يحمل اسم الدكتور خالد العوهلي إحياءً لذكراه، وعربون وفاء لما قدّم مِنْ جهود مضنية لهذه لجامعة الّتي أخذت تشق طريقها نحو مدارج التطور والارتقاء بالفعل الأكاديمي حتى يبلغ القِدْح المعلّى. وعند معاينة اللون الذّهبي واللون الأخضر ألحظُ أن هذا الاختيار لهما لم يكن عبثًا أو جُزافيًّا فكلمة "ملامح من سيرة" جاءت باللون الذهبي وعبارة "الدّكتور خالد بن عبد الرحمن العوهلي" باللون الأخضر و"رحمه الله" باللون الذّهبي. ولا يختلف اثنان ما للون من تعبيريّة يعوّل عليها المبدعُ سواء أكان رسامًا أم أديبًا ليترك للون أن يختزل الكلام محوّلًا إيّاه إلى إيحاءات وإماءات تثير دافعيّة المتلقي ليفتح جهازه التّخييلي مترجمًا هذه الأيقونات اللونيّة إلى مدلولات قصدها الباثُّ أو المبدع.
وتأسيسًا على ذلك فإنّ كلمة أو عبارة: "ملامح من سيرة" المكتوبة باللون الذّهبي تجعلنا نقف مليًّ عند الذّهب، والذّهب في المخيال الشعبي يعني الثراء والغِنى وبحبوحة العيش وبالتّالي فإنّ سيرة الدكتور خالد العوهلي رحمه الله لم تكن سيرةً عابرةً نمطيّة، بل سيرة ملأى بالثراء الفكري والأكاديمي والإداري انعكس ذلك كله على جامعة الخليج لتكون بذلك كما أرادها رحمه الله فكانت مميزةً بطاقمها الأكاديمي والإداري لتعمل معًا مع شقيقاتها الجامعات الأُخرى في دفع عجلة التقدم العلمي دومًا إلى الأمام. وأما كتابة "الدكتور خالد بن عبد الرحمن العوهلي" باللون الأخضر فاللون الأخضر لون ترتاح النفس له وتتكحّل العيون وهي تُنعم النّظر فيه؛ لأنه لون الخصب والخير والنّماء والانتماء فالدكتور خالد كان رمزًا للخير والعطاء والنّماء وكان فوق ذلك منتميًا للسعوديّة وللخليج الوطن والقيادة الرّشيدة لآل سعود الكرام أصلًا ومهدًا. لقد بذل الدّكتور خالد ما بوسعه حتى آخر يوم من عمره وها هي جهوده تظهر في اندغام مجتمع الجامعة أعضاء هيئة تدريس وطلبة وهم يستذكرون سيرة هذا الراحل الّذي ملأ الدنيا حُبًّا ومودةً وشغلَ النّاس بسيرته العاطرة المعطرة ،ولقد تصدّر الكتاب مقدمة سطّر حروفه رئيس الجامعة ]الدّكتور سعد بن سعود آل فهيد[ حيث أشار إلى مناقب الدكتور خالد وجهوده الكبيرة في خدمة جامعة الخليج من عام 2009 حتى عام 2022، ولقد اختزل المقصديّة من تأليف هذا الكتاب في أنّه ردٌّ للجميل، ولقد تضمّن الكتاب السيرة الذاتية للراحل من عام 1958 حتّى عام 2023 وهي سيرة تُقاخر بها الدنيا لما تحمله من إنجازات عظيمة بشهدها الواقع المعيش. وهذا الكتاب يُفصح عن المشاعر التي باح بها الطلبة المبتعثون، والتشجيع الكبير الذي كانوا يلقونه من الدكتور خالد رحمه الله وتبع ذلمك كلمات منسوبي الجامعة وإشادتهم بفضائل الدكتور خالد ولقد أعجبتني عبارته التشجيعيّة المحفّزة للإبداع: ما يملأ العباءة إلاّ العلم لتكون عبرة خالدة باح بها خالد وإنني اقترحُ على إدارة الجامعة كتابتها بماء الذّهب على مدخل بوابّة الجامعة لمدلوها العظيم من عصارة فكر الدّكتور خالد رحمه الله. ولقد شغل رحمه الله الصحافة بإنجازاته الثرة. ما أود قوله: إن هذا الكتاب بحق يمثّل حالةً من الإبداع والإنجاز الذي يجب أن يتمتع به من يدير منصبًا ما فالمنجز باقٍ ويخلّد ذكرى صاحبه سواءً تقاعد بعد عمر طويل أو انتقل إلى رحمة الله سبحانه وتعالى.