المهندس عبد الفتاح الدرادكة يكتب : الاسراع في الربط الكهربائي مع سوريا ولبنان
كما تم التنويه اليه في مقالات سابقة يعتبر الربط الكهربائي بين الانظمة الكهربائية في الدول المتجاورة من أهم استراتيجيات تعزيز التعاون الإقليمي، حيث يُسهم في تحسين استقرار الشبكات الكهربائية، وتخفيض تكاليف الإنتاج، وتبادل الطاقة في حالات الطوارئ. بالإضافة إلى ذلك، يتيح هذا الربط إمكانية الاستفادة من فائض الإنتاج في دولة ما لتلبية احتياجات دولة أخرى، مما يعزز التكامل الاقتصادي ويقوي العلاقات بين الدول.
في هذا السياق، يُعتبر تفعيل اتفاقيات الربط الكهربائي بين الأردن وسوريا ولبنان خطوة استراتيجية مهمة حيث يرتبط الأردن وسوريا بخطوط ربط (نقل كهربائي) منذ سبعينيات القرن الماضي من خلال خطين احدهما بجهد 66 كيلو فولت والاخر بقدرة 230 كيلو فولت امكن تعزيزهما في نهاية تسعينيات القرن الماضي بخط نقل بجهد 400 كيلو فولت من خلال اتفاقيات الربط الكهربائي الثماني الذي يضم الاردن وسوريا والعراق ولبنان وتركيا وفلسطين ومصر وليبيا إلا أنه وبسبب الظروف الداخلية في سوريا ومنذ عام 2012 تم توقيف العمل باتفاقيات الربط الكهربائي . وتجدر الاشارة ان كلا من سوريا ولبنان ترتبطان بعدة خطوط ربط كهربائي.
ومع تغير الأوضاع في سوريا وتراجع الأسباب التي أدت إلى تطبيق قانون قيصر ورفع بعض العقوبات عن سوريا، تبرز أهمية الاسراع في التواصل مع الاخوة السوريين لإعادة تفعيل اتفاقيات الربط الكهربائي لتلبية الاحتياجات المتزايدة للكهرباء في سوريا واستكمال اجراءات الاتفاقيات مع لبنان التي بدأت في العام 2020.
بالنسبة للأردن، فإن تفعيل الربط الكهربائي مع سوريا ولبنان يُسهم في تحسين معامل الحمل، حيث يمكن تصدير فائض الإنتاج خلال فترات انخفاض الطلب المحلي، مما يؤدي إلى زيادة الكفاءة التشغيلية وتحقيق عوائد اقتصادية. من جهة أخرى، تعاني سوريا ولبنان من نقص حاد في الكهرباء، وإعادة تفعيل هذه الروابط ستساعد في تلبية جزء من احتياجاتهما، مما ينعكس إيجابًا على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي فيهما.
كما اسلفنا فإن الدول الثلاث هي أعضاء في مشروع الربط الكهربائي الثماني، الذي يضم أيضًا العراق وفلسطين وتركيا ومصر وليبيا. وإن إحياء هذا المشروع من شأنه تعزيز التضامن العربي وخلق سوق عربية مشتركة للطاقة، مما يسهم في توحيد أسس التعرفات الكهربائية وتحقيق تكامل اقتصادي أوسع. كما أن تعزيز الربط الكهربائي يُمكِّن من الاستفادة المثلى من الموارد المتاحة، ويُعزِّز الاستقرار والموثوقية في إمدادات الطاقة على مستوى المنطقة.
ان الاسراع والمبادرة في فتح قنوات التواصل مع كل من سوريا والعراق ولبنان لبدء تفعيل اتفاقيات الربط وتعزيزها من الاهمية بمكان لتحقيق فوائد الربط الكهربائي العربي والاقليمي حيث ان العراق يرتبط مع سوريا بخط نقل 400 ك ف وهو جاهز للشبك على حدود البلدين وان اندماج الانظمة في البلدان سيجعل منها أنظمة متكاملة تمكن من توفير الطاقة الكهربائية للانظمة في البلدان الثلاث والتي تحتاجها في هذه المرحلة وتسويق الفائض في الاردن في بعض اوقات السنة مما يؤدي الى تشجيع الاستثمارات في الطاقات المتجددة وتبادل الخبرات علما ان نقص التوليد في العراق وسوريا ولبنان يتطلب استثمارات كبيرة والاردن الذي يعتبر اداء النظام الكهربائي متميزا على المنطقة وكان سباقا في تبني الطاقات المتجددة يعتبر مؤهلا ليكون مركز انطلاق استثماري في تسويق ما لديه من امكانيات وخبرات لهذه الدول وغيرها كما هو مشار اليه في رؤية التحديث الاقتصادي وتوجيهات جلالة الملك
والله من وراء القصد