الأخبار

م . باهر يعيش : في حقل التّأوهات أيضاً.. عندما يتأوّه الرصيف!

م . باهر يعيش : في حقل التّأوهات أيضاً.. عندما يتأوّه الرصيف!
أخبارنا :  

كما الطريق تتأوَه أحيانًا كما سمعنا صوت تأوهاتها قبل مدة على هذا الموقع من (الرأي)/لسان حال النا وأحوالنا؛ فالرصيف زميلها ورفيقها في أحيانًا كثيرة يتأوّه.

الرصيف!!!؟. هو سعة من الأرض عرضها محدود حسب سعة الطريق الذي تقع عليه، لكن طولها يطووول أيضًا حسب إن كان هناك تقاطعات بين الطرق وأحيانًا يكون كما الأفعى يتلوّى ويتمدد حسب مقتضيات السير. الرصيف وجمعه (أرصفة)، على وزن...أرغفة. فالرغيف يغذي الإنسان ويحميه من آفات الجوع، والرصيف يحمي الإنسان المار فوقه وبسلام حتى المكان الذي يقصده. الرصيف يسير فيه المشاة بأمان لقضاء حوائجهم. هو صلة الوصل مع الطريق المسفلت، حيث تمخر المركبات عباب الأرض لتصل بقائدها ومن يسافرون معه إلى جهتهم المقصودة و.. بسلام.

الرصيف هو الحاجز الواقي للسائرين على أقدامهم من رعونة سائق/سائقة يسابق ذاته...بذاته. والرصيف؛ هو سطح الأمان والاطمئنان لطفل يسير مع والديه أو أطفال في عمره... يتشاقون يقفزون يتقافزون كما الفراشات لكن فراشات... من ربع الإنس. الرصيف.. هو المكان الذي يجب وبشدّة أن يكون خالي الوفاض دومًا...سداح... مداح. ساح مفتوحة للقادمين والذاهبين والراغبين في القفز للرصيف المقابل والقادمين إليه من المقابل والمنتظرين مركبات لتقلهم.ألرصيف...هو كائن حيّ أو يكاد. يهوى أن يستنشق هواءً مشبعًا بالاكسجين...لا ثواني وتوالث وروابع أكاسيد الكربون. ألرصيف يهوى أن يخلوا وجهه الممدود...من بلاط من قار من باطون ممّا يعيق حركة المارين عليه وما يعيقه من استقبال الهواء والشمس.

الرصيف يعشق الأشجار...الشجر والبشر. أشجار بسيقان باسقة نحيلة (سمبتيك) لا تعيق مرور البني آدمين. ليست أشجارًا ذات سيقان ثخينة كأنها براميل من عشب تأخذ من سعة الرصيف ثلثيها وربما كامل عرضها. و...الرصيف يهوى ويحب بل وبطرب لوقع أقدام طفل يسير يتنطنط مع أخيه ليقفوا وبسلام أمام محل بيع.. مرطبات،البوظة/رُطب والأسكيمو يبتاعون بـ...شلن (زمااااان) قرطوس من البوظة أو حبة من الاسكيمو ويهرعون و...بسلام بلا أي عوائق لزملاء لهم في الحارة المجاورة يتباهون يتقافزون. ألرصيف أيها السادة أصحاب المحال التجارية المطلة عليه (يتأوّه) ألمًا وغيظًا عندما تثقلون وجهه ببضائعكم لا تتركون ممرًا لطفل فيه وقد يكون طفلًا لأحدكم !! فيضطر للنزول لسعة الطريق وقد يحدث ما لا يحمد عقباه من سائق أرعن فتندمون حين لا ينفع الندم. الرصيف يا سادة أصحاب البيوت المطلة عليه ولا بدّ أن يطل كل منزل على رصيف؛ هو رصيف للسائرين..لعباد الله وليس جزءًا من أرضكم السنيّة وليس مكانًا لوقوف مركباتكم. من السائرين عليه أنتم وعائلاتكم وزواركم. وهو ليس لحوض رأيتم أن (تنزعوا مكانًا له من حرم الرصيف)...ومعذرة!!! لتزرعوا فيه البقدونس والفجل أو حتى الورود. كذا ليس رصيف تملكونه لتقوموا بخلع البلاط الذي وضعته البلدية على الرصيف وتضعوا مكانه رخامًا أملس...أشكال وألوان بمبي وليلكي يتزحلق عليه عباد الله. كذا يا أيها المبجّل!!؛ كيف تقوم ببناء سدّين من أصص الزّهر في بداية و نهاية حدّود بيتكم وعلى الرصيف لتجبر عباد الله على النزول إلى الشارع والعودة بعد انتهاء حدود...دياركم العامرة؟!. آخرون يتفننون في عمل طريق منحدر لمركباتهم من الشارع للكراج الذي يعلوا مترًا ليكون عقبةً كأداء للسائرين نهارًا ومصيدة في عتم الليالي.

نأتي لدور الآخرين من الهيئات الذين يجتهدون لخدمة المواطن لكن بزرع عوائق خطرة في طريقه. ف....الرّصيف ليس مكانًا لإقامة مواسير حديد أو جذوع الأشجار المقطوعة وبشكل خطر لتعلقوا عليها أسلاككم أو لافتات تحمل إشارات المرور وبشكل غير منتظم وغير محمي... يصادف السائرين فجائة فيصدمهم في صباحاتهم. أو يعيق من يقف بمركبته بحذاء الرصيف من فتح بابها للنزول. كذا توزيع هذه المواسير بلا نظام ونثرها هنا وهناك يشكل...كارثة كبرى للمخاليق. أحيانًا نرى عمودًا يحمل أسلامًا للهاتف وآخر لشبكة الكهرباء وثالثًا لشاخصة مرور تتجمع جميعها في زاوية رصيف في مفرق طرقه أو على منعطف مخفي منه، أو تتفرق على حرفه تلطم تصدم المواطن في صباحه...ومساءه.

الأرصفة يا سادة؛ كما الإنسان... لها قلب إحساس مزاج وشخصية. هل تحبون أن يعتدي أحدًا على أحاسيسكم مزاجكم و...شخصيتكم؟!. كما أن ما ترتدونه يعبر عن شخصيتكم أيها السادة فأن شكل الرصيف أمام بيتك متجرك مدرستك دائرتك يعبر عن شخصيتك؛ إمّا أن تتمتع ب البساطة والجمال أو...أن تكون شقلباظ مليء بالعقد. مدينتنا الغالية عَمّان مدينة جميلة يؤمها أهلوها كل يوم وكل ليلة ويؤمها زوار من خارج الوطن...هل ترضى بأن (يتكعفل) ضيف من على رصيفك الذي فعلت العجائب فيه؟!...لا نظن. لا تعتدوا على الأرصفة وعلى الطرقات...فهي تمامًا كما نحن..تتأوّه كما نتأوّه مما يزعجها، و ترفض من يعتدي على حرماتنا. إن الله جميل ويحب الجمال...فلنعتبر هذا شعارنا...هو الجمال في...كل شيء. ــ الراي

مواضيع قد تهمك