خلدون ذيب النعيي : زيارة الصفدي للشام... تأكيد للثوابت الأردنية
تأتي زيارة وزير الخارجية ايمن الصفدي الى دمشق ولقاء الحكام الجدد في قصر الشعب الرئاسي في سياق الألوية التي يعيها صانع القرار الاردني لأهمية العلاقة مع سورية في كافة النواحي، فضلاً عن التأكيد الرسمي الاردني من اعلى المستويات باحترام خيارات الشعب السوري وأهمية الاستقرار في الجارة الشمالية وتقديم كافة المساعدة الممكنة والمطلوبة للأشقاء في هذا الظرف الذي يمرون فيه للحفاظ على الدولة ومقوماتها، وهو الامر الذي لا يخفى على احد انه سينعكس بالخير على الاردن الذي عانى من عدم الاستقرار وفراغ السلطة الحاصل على الجانب الاخر من حدوده الشمالية.
زيارة الصفدي الدمشقية هي الأولى لوزير خارجية عربي في هذا الوقت بالنظر ان نظيره التركي سبقه بساعات معدودة , وفضلاً عن اهمية المواضيع التي تطرق لها الجانبان فأن الزيارة تأتي في سياق التأكيد للثوابت الاردنية المعلنة بما يخص الملف السوري ذا الاهمية للدولة الاردنية بكافة مواضيعه، وهذه الزيارة هي بلا شك بمثابة رد مناسب على بعض المحطات الاعلامية التي لا تفتأ مؤخراً تتناقل ان الريبة الاردنية من الحكام الجدد في دمشق بخلفيتهم الاسلامية هي التي ستحكم العلاقات بين الطرفين، وهي الريبة التي كما تشير هذه المحطات تتشارك فيها اطراف اقليمية تفضل النظام السابق على مساوئه على التوليفة الحالية.
لقد غاب عن هذا الاعلام أن العلاقات الدولية يحكمها الاحترام المتبادل والسلوكيات بعيداً عن مشاعر الحب والبغض المسبقة التي قد تناسب العلاقات الشخصية الفردية، وخصوصية العلاقات الاردنية السورية تتمثل بالجوار الجغرافي الذي يمتد على حدود تقارب 400كم فضلاً عن الخصائص الديمغرافية وسيرة العلاقات الممتدة في تاريخ البلدين، والاردن كان المتضرر الاكبر من اندلاع الازمة السورية بين دول الجوار بالنظر لما سبق فضلاً عن قلة موارده، وبالتالي فالاستقرار وقوة الدولة السورية هي مصلحة اردنية استراتيجية عليا بالنظر أن ما حصل مؤخراً يعتبر إنكفاءاً للنفوذ الايراني وجمعيات المخدرات والاجرام وليس بعيداً عنها ما يجري الان من محاولات توغل اسرائيلية في الجنوب السوري واثرها على الأمن المائي الأردني.
لقد نسي هذا الاعلام او تناسى أن الكتلة الكبرى في البرلمان الاردني تعمل وفق مبدأ الاسلام السياسي سواء تم الاتفاق معها او اختلف، وبالتالي فالسياسة الاردنية ابعد ما تكون عن التغييب للمكونات الداخلية فضلاً على التدخل السلبي في اختيارات الشعوب الاخرى، والمطلع لتصريحات الوزير الصفدي بعد لقائه في قصر الشعب الرئاسي يدرك جيداً ان الطرفين ملمان بأهمية العلاقات الثنائية بما يعود بالخير على البلدين الجارين، وهذا ما سيكشفه القادم من الايام. ــ الدستور