فايق حجازين يكتب : تطوير الكرك سياحياً
استجابة سريعة من الحكومة لتوجيهات جلالة الملك بتشكيل لجنة لوضع خطة للمحافظة على قلعة الكرك وشوارع المدينة والمباني القديمة وإعادة الحياة لها.
أمام هذه اللجنة، التي تضم إلى جانب وزير السياحة والآثار، عددا من الخبراء والمعنيين بالملف السياحي، ومعظمهم قامات من أبناء الكرك، العديد من المهام التي تتجاوز المحافظة على المباني الأثرية والتاريخية إلى الاهتمام بتطوير ثقافة سياحية، تتناسب مع أهمية وقيمة المباني الأثرية في المدينة والمحافظة بشكل عام، وعلى رأسها قلعة الكرك، التي تعد واحدة من أكبر قلاع بلاد الشام.
المباني تحتاج إلى اهتمام لأنها تحكي تاريخ الكرك ذاتها وتاريخ المنطقة، لكننا نحتاج إلى ما هو أبعد من ذلك؛ الاهتمام بتطوير الثقافة السياحية في مدينة الكرك ليصبح الجميع يتحدث بلغة سياحية نصل فيها إلى مستوى الثقافة السياحية التي تطورت كثيرا في البترا ووادي موسى.
نحتاح إلى مرافق ومنشآت سياحية ومحلات بيع تحف ومشغولات يدوية نضمن فيها زيادة التواصل بين السائح والمجتمع المحلي لنبني الثقافة المأمولة ونزيد الفائدة من وجود السياح في مدينة الكرك. نحتاج إلى تطوير صناعات حرفية على غرار العقبة، تعكس بيئة الكرك وتخدم الحركة السياحية.
نحتاج إلى اطالة أمد السائح في الكرك وهذا يتطلب تعاون الشركات التي تستقطب السياحة الوافدة بجعل الرحلة إلى الكرك يوما كاملا أو يوما وليلة حتى تعم الفائدة.
نحتاج أن نسوق الكرك جميعها كمنتج سياحي متكامل، فيها السياحة التاريخية والأثرية، فيها السياحة الدينية وفيها السياحة البيئية وغيرها من المنتجات التي تبدأ من القطرانة وخانها، والقصور الصحراوية التي تقع غربها، وصولا إلى وادي المعرجة ووادي آية حيث الطبيعة الخلابة والبيئة المتميزة، والاتجاه غربا إلى أدر والربة وجبل شيحان ومشروع جذور التنموي البيئي وصولا إلى المحميات غرب جبل شيحان ووادي ابن حماد والعديد من المواقع التي يحيط بها اعضاء اللجنة من خبراء السياحة.
نملك الكثير من المقومات التي تكفل تقديم خدمات سياحية متنوعة ومتكاملة فيما بينها، لضمان اطالة أمد إقامة السائح في المدينة والمحافظة، وعلينا مؤسسات رسمية ومجتمع محلي أن نعمل على تحقيق هذا الهدف لتعم الفائدة من التطور المأمول في المجتمع الكركي ليصبح مجتمعا سياحيا من الناحية الاقتصادية. ــ الراي