الأخبار

مامون المساد : سيناريوهات ما بعد الأسد. ( 3)

مامون المساد : سيناريوهات ما بعد الأسد. ( 3)
أخبارنا :  

وبعد على السوريين اليوم ان يختاروا مصيرهم بأيديهم في ظل التطورات المتسارعة فهم على مفترق طرق ليس فيها معبد ومستقيم نحو مستقبلهم بإقامة دولتهم الجديدة على أنقاض بلاد مزقتها الحرب لسنوات طويلة، إضافة إلى تعقيد المصالح الأجنبية المتشابكة، وضرورة إدارة ترسانة الأسلحة والفصائل المسلحة التي تشكلت خلال الصراع، والسوريون اليوم عليهم التكييف مع ازماتهم وتطويع المستحيل الذي يشكل مثلث المستحيل متساوي الاضلاع (الأمن، الإصلاح السياسي، والاقتصاد ).

كنت قد كتبت في الجزأين الأول والثاني عن التبعات الأمنية، السياسية ( الداخلية والخارجية )، في سوريا في مخاض ما بعد سقوط نظام بشار الأسد والتحديات المرتبطة بهذين البعدين في اطلالات وفق ما توفر من معطيات يمكن قراءتها. والبناء عليها، لاقف معكم في مقال اليوم عند المخاض الاقتصادي والاجتماعي السوري حيث المؤشرات والأرقام والواقع ربما تعطي صورة عن أي ميلاد ستكون عليه سوريا الجديدة.

لقد تركت سنوات الصراع العنيف الإرثً الثقيل من الدمار في البنية التحتية، والانهيار في القطاعات الإنتاجية، علاوة على الانخفاض الحاد في مستوى المعيشة، وتشير تقارير إلى حاجة الاقتصاد السوري إلى نحو 10 سنوات من أجل العودة إلى مستويات 2011، وذلك بعد أن فقد نحو 85% من قيمته خلال 12 عاماً ليصل إلى تسعة مليارات دولار في 2023 مقابل 67.5 مليار دولار في 2011، وفقاً للبنك الدولي،ووصلت الخسائر الاقتصادية للبلاد من الحرب إلى نحو 442 مليار دولار بحسب بيانات الأمم المتحدة.

واذا كان من حديث حول الأولويات الاقتصادية السورية فإن قطاع الخدمات يأتي على رأس هذه الأولويات، فالحاجة إلى بناء البنية التحتية والطرق، والمرافق العامة هي النواة لبداية الاعمار الشامل خصوصا في العاصمة الاقتصادية تاريخيا حلب،ومن ثم حمص ودرعا وغيرها من المدن والبلدات والقرى، وهذا يعني إعادة العمل بالقطاعات الإنتاجية الصناعية والزراعية والتجارية والتي ستستوعب عشرات الآلاف من العاطلين عن العمل في المهن الفنية المختلفة، ويشكل إعادة الاعمار فرصة ذهبية لجذب الاستثمارات إلى البلاد التي بقيت منغلقة على نفسها لعقود من الزمن في غياهب الجب الذي وضعهم به حكم ال الأسد.

اما التحديات في هذه العجالة لهذا المقال فإن دورة الحياة ركيزتها الأساس الأمن والاستقرار السياسي والعدالة الاجتماعية، وهذه الركائز غائبة اليوم في البلاد، والتي تحتاج لتحمل الأعباء التمويلية والتي تعد تحديا أخر لا يمكن تجاوزه بين ليلة وضحاها، خصوصا وان المجتمع الدولي يتعامل للان بضبابية مع المشهد السوري ما بعد بشار الأسد، حيث إن العقوبات الاقتصادية على سوريا وتصنيف فصائل الثورة بأنها فصائل إرهابية وما تزال مطلوبة.

سيناريوهات المشهد...

1/ استقرار نسبي يدفع به البدء بعملية سياسية في البلاد تفضي لعمليات الاعمار تحتاج إلى بلايين الدولارات وترفع من حجم المديونية وتبقي الدولة رهينة العجز.

2/ استمرار مشهدية الاطماع الدولية. والاقليمية بدء من إسرائيل التي ألقت القبض على شريان الحياة المائية عبر الجولان وبحيرة طبريا، صعودا إلى تركيا التي تقود الثورة من البوابة الشمالية وصولا الى منطقة الجزيرة في الوسط الشمالي الشرقي، وهناك الاطماع الإيرانية التي وضعت سوريا عامودا فقريا لمشروعها في المنطقة، واخيرا اطماع دولية في ثروات البلاد من النفط والغاز عبر الشركات الأمريكية. والغربية. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك