عزت جرادات : مُستجدات في القضية الفلسطينية
*لعل من أهم المستجدات في القضية الفلسطينية على الساحة الدولية:
-قرار محكمة الجنايات الدولية بإصدار مذكرة اعتقال مجرمَيْ الحرب: نتنياهو ووزير دفاعه غالنت.
-توجهات معظم الدول المصدّرة للسلاح في تعليقِ تزويدها إسرائيل بذلك.
-تنامي حركة المقاطعة لإسرائيل (BDS).
-الصمود الفلسطيني أمام محاولات التهجير.
*فقرار إصدار مذكرة الاعتقال أحْدثَ هزّة للمستقرّات لدى معظم الدول وبخاصة الغربية، التي تناصر إسرائيل والتي ما تزال تعاني من عقدة معاداة السامية تاريخياً، فقد وجدت تلك الدول نفسها في مأزق الصراع بين العقدة التاريخية تلك، وبين التزامها بقيم الديموقراطية واحترام مبادئ حقوق الإنسان وحماية البشرية من حرب الإبادة الجماعية، وذلك يمثل اختباراً لمصداقية تلك الدول، وعدم اعتماد المعايير المزدوجة، ويمكن اعتبار اختيار الدول لاحترام مبادئها والقيم الإنسانية في التعامل مع ذلك بإيجابية، مناخاً إيجابياً وحداثاً مستجداً في القضية الفلسطينية والتي أصبحت توصف بالنزاع الفلسطيني- الإسرائيلي من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء آخر احتلال في العالم.
* اما المستجد الثاني فيتمثّل في قرارات معظم الدول التي تزود إسرائيل بالسلاح في تعليقِ ذلك باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية، فإن تلك الدول قد أدركت حجم المأساة الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل بتلك الأسلحة، وسقطت الأكذوبة الإسرائيلية التي تتردّدْ- حق الدفاع عن النفس، فهي دولة احتلال دائم الاعتداء على الشعب الفلسطيني.
*وأما المستجد الثالث فيتمثل في تنامي حركة المقاطعة لإسرائيل (BDS) التي تشمل سحب الاستثمارات الاستراتيجية، وتشمل المجالات الأكاديمية والثقافية؛ كما تشمل مقاطعة الشركات العالمية الكبرى المرتبطة بالاقتصاد الإسرائيلي، وهو سلاح فعّال ومؤلم للاقتصاد الإسرائيلي، ويذكرنا ذلك بهذا السلاح الذي اعتمدته البلدان العربية- سلاح المقاطعة في بدايات الخمسينيات من القرن الماضي، وكان له أثره الفعّال في المعركة الطويلة مع إسرائيل إلى أن تخلت عنه الدول نفسها التي اعتمدته، والفرصة الأن مهيأة لتفعيل هذا السلاح.
*وأما المستجد الرابع، فيتمثّل في صمود الشعب الفلسطيني ورفضه جميع محاولات إسرائيل في التهجير الجماعي أو القسري أو الطوعي ومع أن هذه الأمور من ثوابت المعركة لدى الفلسطينيين، إلاّ أن ما اقترفته إسرائيل من القتل والإبادة الجماعية، وما اتخذته من أعمال الإبادة الجماعية مثل منع الطعام والمياه والوقود، قد زاد الشعب الفلسطيني تمسّكاً في أرضه ووطنه، وضرب مثلا لا مثيل له تاريخياً في الصمود ورفض الهجرة أو التهجير.
* إن من الأهمية أن تستثمر الشعوب العربية هذه المستجدات في دفاعها عن القضية الفلسطينية، سياسياً واقتصادياً وإعلامياً، والأهم من ذلك كله دعم الشعب الفلسطيني في معركته مع الاحتلال بجميع الوسائل الممكنة، وهي متعددة. ــ الدستور