عبد الكريم سليمان العرجان : هل يصنع العرب السلام بينما يدفعهم العالم نحو سباق الموت؟
بينما يجلس الغرب على طاولة النقاشات النووية المشتعلة، مراقباً تهديد روسيا بنهاية مدمرة للعالم، يتحرك الشرق الأوسط كرقعة شطرنج مهددة بالانفجار، إيران تواصل دفع مشروعها النووي بجرأة، بينما تشتعل الحروب بالوكالة التي تغذي أطماعها الإقليمية، في وقت تُترك فيه دول العربية لتُوازن بين حماية شعوبها والتمسك بمبادئ السلام.
السؤال الذي يجب أن يواجهه الجميع: كيف يمكن للعرب، كقوى محبة للاستقرار، أن يحموا منطقتهم في غياب عدالة دولية تردع المعتدين؟ وهل يمكنهم مواجهة التصعيد الإيراني دون الوقوع في فخ سباق نووي؟
إسرائيل وإيران... وصمت العالم
وسط هذا المشهد المشحون، هناك من «يمرح» دون حساب، إسرائيل، المتحررة من أي رادع دولي، تواصل القصف والدمار في غزة، حيث الموت يزحف على حياة الأبرياء كأنه جزء من روتين الحياة اليومية، وفي الجانب الآخر، إيران، مستفيدة من غياب تركيز القوى الكبرى، تُوسع برامجها النووية وتُشعل نار الحروب من اليمن إلى لبنان، مما يحوّل الشرق الأوسط إلى ساحة حرب مستمرة.
ومع ذلك، فإن دول العربية، رغم كل هذا الضغط، لم تُغلق باب الحوار أو تتجه نحو سباقات مدمرة، بل على العكس، تبقى متمسكة بجهود دبلوماسية صعبة وساعية لإيجاد حلول سلمية تُجنب المنطقة المزيد من الدماء.
العرب... معادلة السلام وسط ألغام الحروب
إذا كان الشرق الأوسط اليوم على أعتاب سباق نووي، فإن العرب هم آخر من يريد هذا المصير، لماذا؟ لأنهم خبروا الحروب وعايشوا نتائجها المدمرة لعقود، دول العربية، التي تُراقب تطور المشهد، تدرك أن الحل لن يكون في السلاح النووي، بل في استعادة الاستقرار عبر أدوات السلام الحقيقية.
ولكن هل يمكن لهذه الأصوات الداعية للسلام أن تُسمع وسط الضجيج؟
هل تستطيع الدول الكبرى أن تتوقف عن استخدام المنطقة كورقة مساومة في نزاعاتها العالمية؟
القيادة الغائبة: من يحمي السلام؟
العالم اليوم يشهد غياباً كاملًا للقيادة الأخلاقية، القوى الكبرى، المنهمكة بمصالحها، تركت إسرائيل تُمارس عربدتها في غزة دون أي مساءلة، وسمحت لإيران بالتمدد دون رادع، بينما تتعامل مع الدول العربية وكأنها متفرج في هذه اللعبة الخطرة.
ولكن، من يوقف العدوان على غزة؟
من يضع حداً لبرامج إيران النووية قبل أن تتحول إلى تهديد عالمي؟
ولماذا يُطلب من العرب دائماً أن يكونوا صمام أمان بينما تُركت منطقتهم تحترق؟.
نهاية مفتوحة... من سيدفع الثمن؟
الشرق الأوسط اليوم لا يحتاج إلى المزيد من الأسلحة أو الخطط العسكرية، ما يحتاجه هو عدالة دولية تضع حداً لأطماع إسرائيل وإيران، وتمنح الدول العربية المحبة للسلام فرصة لتحقيق استقرار دائم.
ولكن، إذا استمر هذا التجاهل، وإذا أُجبرت الدول العربية على الدخول في سباق التسلح لحماية شعوبها، فمن سيتحمل المسؤولية؟ الغرب الذي ترك الحبل على الغارب؟ أم أولئك الذين قرروا أن صمتهم أهم من حماية الإنسانية؟.
العرب لم يطلبوا حرباً، ولم يسعوا إلى نزاع، لكن، في عالم يختفي فيه صوت العدالة، قد يجدون أنفسهم مضطرين للعب أدوار جديدة، والسؤال الأكبر الذي يجب أن يجيب عليه العالم: ماذا يحدث عندما يصمت دعاة السلام؟.
ــ الراي