م. فواز الحموري : حدود الأمل والتفاؤل
نسعى جميعا للبحث عن جوانب الأمل والرجاء في حياتنا مع خضم ما يحدث من أهوال ومصاعب وإبادة وتقتيل وتجويع وتشريد في غزة على وجه الخطر والشدة والاغتيال وفقدان الكثير من إيجاد حلول ممكنة وعلى أرض الواقع وإنهاء وايقاف ما يحصل كل دقيقة وثانية من عمر البشر هناك.
أمام تفاصيل الكارثة الإنسانية والتي تكاد تكون مستمرة، هل يمكن وضع حدود للأمل والتفاؤل والرجاء وإيجاد ما يمكن إنقاذه في فترة الصمود والمقاومة والنضال ضد المحتل والتصدي للمحاولات والصفقات حول المصير للشعب الفلسطيني.
أشبع الجميع بالتحليلات والأقوال والتصريحات والتحركات وبات الأمر محيرا للإجابة عن مصير ذلك كله وما يمكن أن يؤدي إليه من واقع يختلف عما يروج له من «اليوم التالي» بعد غزة وما يحدث على أرضها ولشعبها وسمائها وما نزل عليها وبحرها من قنابل وقذائف تكفي لحرب كاملة وعلى مدار أعوام؟
مساحة الأمل والتفاؤل ممكنة مع القدرة الربانية لتغيير مسار الأحداث وتبديل الأحوال وكفة الميزان تجاه ما يدور في غمار معركة شرسة أخذت العديد من المسلمات والأسرار والوقائع والخسائر والمكتسبات، وطرحت السؤال المتجدد: لماذا كل هذا التعنت الإسرائيلي والتحدي السافر والإصرار على مواصلة الإبادة والتهجير؟
قد يبدو الرهان الأميركي مع موسم الانتخابات ممكنا لكسب الجولات والاتفاق على نمط وحدود التفاؤل والأمل المرجوة، ولكن ثمة ما يشير إلى الكثير من الحقائق الواقعية وعلى أرض غزة من افتقاد مقومات الحياة ومجالاتها المتعددة وفقدان العديد من العائلات ومحوها من السجل المدني وتدهور التعليم والصحة وسائر مناحي الحياة والتي تعني المزيد من التساؤل عن حدود التحمل والتفاؤل والرجاء المعقود حاليا وبعد الآن وعلى أرض الواقع من زيادة ماكينة الحرب ومنع المساعدات والقضاء على الاونروا والمدد لأهل غزة تحديدا وفي سياق المواجهة المستمرة.
خسائر الاحتلال كبيرة وموجعة وقد لا يتم الإعلان عنها، ولكن ما يلفت النظر هو استغلال الإعلام الإسرائيلي لصور أطفال غزة ونشرها على أنها إصابات لأطفالها ومحاولة كسب عواطف الأمم جنبا إلى جنب مع مجموعة من الأكاذيب المفبركة حول طبيعة ما يحدث ويجري في غزة وتصويره على أنه اعتداء وحشي عليهم وأنها معركة دفاع عن النفس.
ينادي الجميع بضرورة التوصل لحلول وحدود الأمل والرجاء لانقاذ مجموعة من البشر في غزة وفلسطين من الحرب الطاحنة والتي ما تزال مستمرة على كل لحظة يتم فيها قصف المدارس ومراكز الإيواء والتجمعات السكانية بكل حقد ولؤم وبشاعة.
أمتد الأمر للبنان وتوسعت دائرة وحدود التوتر والسؤال عن حدود الأمل والرجاء لإنهاء ما يجري والذي فاق حدود الخيال والتحمل والتوقع للقادم مع ثنايا ما تبقى من العام الحالي وأبعد وأشمل وعلى جميع الأصعدة.
نصحو وننام على الأمر ذاته والأسئلة نفسها: ماذا بعد، وما هي حدود الأمل والرجاء صوب المناطق المشتعلة على مدى الظلم والعدوان والإبادة؟
لا نملك سوى الانتظار؛ فكل قادم آت! ــ الراي
fawazyan@hotmail.co.uk