الأخبار

كمال زكارنة يكتب : جنون اسرائيل ترجمة لألمها الشديد.

كمال زكارنة  يكتب : جنون اسرائيل ترجمة لألمها الشديد.
أخبارنا :  

كمال زكارنة :
حجم الاجرام الاسرائيلي في قطاع غزة ولبنان يفوق الخيال،ولا يستطيع خيال اعظم كتاب الافلام والمسلسلات والروايات والقصص والمسرحيات ،وغيرها من فنون الكتابة والتأليف والابداع ،ان يبتكروا مثل هذه الانواع والاصناف والكم من الجرائم التي تمارسها اسرائيل، في عدوانها على فلسطين ولبنان.
من الواضح ان هذا الكم والحجم من العنف الاسرائيلي المجنون ضد المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين ،يعبر عن حجم الالم والوجع الذي تلحقه المقاومة الفلسطينية واللبنانية بالاحتلال الاسرائيلي ،الذي تخفيه حكومة الاحتلال عن المستوطنين والمستعمرين في فلسطين المحتلة ،لأسباب سياسية ومعنوية ،قد تنعكس على وجود الاحتلال، وعلى معنويات جيشه المنهار ومجتمعه المذعور.
لا شك ان ضربات المقاومة سواء كانت في المواجهات الميدانية ،او من خلال استهداف المنشآت العسكرية والامنية الاسرائيلية ،والمدن المحتلة شمال فلسطين والمستوطنات والمستعمرات الاحتلالية في فلسطين المحتلة،الحقت بهم وتلحق اضرارا وخسائر جسيمة ،لا يعلن عنها الاحتلال ،اضافة الى ان عدوانه ما يزال يدور في حلقة مفرغة ،ولا يستطيع ان يحدد له نهاية وهدفا نهائيا ،بسبب الصمود الاسطوري في قطاع غزة ،رغم دخول العدوان عامه الثاني ،وفي لبنان ايضا يواجه الاحتلال مقاومة شديدة وصمودا اسطوريا ،ويتكبد على كلا الجبهتين الجنوبية والشمالية خسائر فادحة بالارواح والمعدات ،ولا يحقق اهدافا من شأنها ان تنهي العدوان وتوقف الحرب.
كثافة وعنف الهجوم والقصف الاسرائيلي على لبنان وفلسطين ،يعطي صورة تقريبية وشبه حقيقية عن حجم الخسائر الهائلة التي يمنى بها جيش الاحتلال ، وكلما اطل بلينكن على المنطقة، بحجة بحث سبل التوصل الى وقف الحرب ،على الجميع ان يعلموا بأن الاحتلال في مأزق وفي ورطة ،وان الهدف الرئيس والاساس لهروع بلنكن الى الشرق الاوسط ،هو مساعدة اسرائيل ومحاولة انقاذها واخراجها من المأزق ،وتأمين احتياجاتها من السلاح والمال والمشورة العسكرية والامنية .
العدوان الاسرائيلي المتواصل للشهر الثالث عشر على التوالي ،اخذ شكل حرب الاستنزاف ، وهذا ما لا تقدر عليه اسرائيل ولا امريكا ،ومن اهم نتائج هذه الحرب ،ان نظرية ومنظومة الامن الاسرائيلية تحطمت ،بعد ان اخترقتها الصواريخ والمسيرات الجوية من لبنان وغزة واليمن والعراق ،ووصلت الى غرفة نوم نتنباهو ،واكثر المؤسسات والمنشآت الامنية والعسكرية الاسرائيلية تحصينا وحساسية ،فلم تعد الجدران الامنية ولا المسافات البعيدة ولا الحدود الواسعة ولا التحصينات والحماية الامريكية والاوروبية ،وسائل كافية وضامنة للأمن الاسرائيلي واستقرار الحياة في الكيان،ولا كل ما يمتلكه الكيان من تكنلوجيا عسكرية وامنية، قادر على توفير الامن ،رغم ما يعنيه ويمثله الامن للاحتلال والمهاجرين من المستوطنين والمستعمرين الي فلسطين المحتلة ،لأن الامن هو العامل الوحيد لبقائهم في الكيان الغاصب لفلسطين.
ومن نتائج الحرب المهمة ايضا،ان المقاومة سحبت من جيب الاحتلال ازرار الردع وتوازن الرعب ،واصبحت هي التي تتحكم بها ،وليس جيش الاحتلال المهزوم معنويا ،ولا نقول عسكريا حتى الان ،بسبب الدعم الامريكي والاوروبي اللا محدود للكيان ، والنتيجة الاخرى ،ان هيبة جيش الاحتلال مسحت تماما ،ولم يعد يخيف او يرعب احدا ،في فلسطين ولبنان وفي المنطقة عموما .
الجنون الاسرائيلي الانتقامي من المدنيين في لبنان وفلسطين ،سوف يستمر ويتواصل بعنف شديد ،كلما الحقت المقاومة خسائر اكبر واكثر بالكيان وافشلت تحقيق اهدافه،في الوقت الذي يحاول مبعوث الادارة الامريكية للبنان هوكستين، تسجيل نقاط سياسية لصالح اسرائيل ،لكنه حتى الان يفشل في مهمته المكشوفة.

مواضيع قد تهمك