الأخبار

أ. د. امين مشاقبة : عام الإبادة

أ. د. امين مشاقبة : عام الإبادة
أخبارنا :  

لبنان على طريقة غزة، في اليوم الأول ما يزيد على ١٦٠٠ غارة جوية، والعمليات العسكرية مستمرة براً وبحراً وجواً، عداد الشهداء وصل الى 2036، والجرحى إلى 9653، وهكذا بدأ الأمر في القطاع الى ان تم تدمير ٩٠ ألفاً من البُنى التحتية والمساكن وما يزيد على ٤١ ألف شهيد و٩٠ ألف جريح واستباحة شاملة وإبادة جماعية ومجازر وقتل يومي على مدار عام منذ ٧ اكتوبر، معدلات القتل لأهل غزة وصلت ٢٥٠ يومياً، وبالحد الادنى ما بين 50 -١٠٠ شهيد يومياً وجميعهم من المدنيين الأبرياء الذين لا ذنب لهم إلاّ أنهم من أهل غزة، ولم يعد الهدف هو است?ادة المخطوفين بل القتل والتهجير او الهيمنة الكاملة واعادة إحتلال القطاع مرة اخرى..

القادم ليس مجهولاً بالنسبة لاسرائيل هي تعرف ماذا تفعل؟ وماذا تريد؟ الأهداف واضحة تماماً والتنفيذ على قدم وساق! وباختصار تركيع المنطقة العربية وخصوصاً الشرق العربي لاستراتيجية جديدة وشرق اوسط جديد تحت هيمنة اسرائيلية وبرعاية اميركية كاملة.

يمر لبنان بأزمة مُروعة بسبب الغارات الجوية التي لا تتوقف ومئات الآلاف بلا مأوى، وما يزيد على مليون و٢٠٠ ألف نازح من أهل الجنوب المنكوب ومن كل المكونات اللبنانية من السني، والشيعي، والمسيحي وجميعهم عرب أقحاح، لا ذنب لهم إلاّ أنهم يُدافعون عن الحقوق العربية المشروعة في فلسطين ويقفون ضد المشروع الاسرائيلي في المنطقة. وهنا تبرز اسئلة كثيرة لا داعي لطرحها الآن.

إسرائيل تخطت كل الحلول تجاه القطاع، وهي الآن تصم آذانها تجاه أي حلول وترفض رفضاً قاطعاً وقف اطلاق النار، اذن ماذا تريد؟.. ما تريده اسرائيل كتبنا فيه هنا، ان دیدن اسرائيل هو القتل والتدمير واستخدامات القوة المُفرطة دون اخلاق ودون مراعاة للقانون الدولي وقوانين الحرب. ومن المعروف ان هذه الدولة قامت على القوة، والابادة، والمجازر وتستمر في ذلك منذ اكثر من ٧٥ عاماً، فقد ارتكبت المئات من المجازر في عام ١٩٤٨ وتستمر بنفس الطريقة الى يومنا هذا.

٣٦٥ يوماً منذ اكتوبر وهو عام الإبادة لا رحمة ولا هوادة انما القتل للابرياء والاغتيالات وبرضا كامل من الغرب وخصوصا الولايات المتحدة، انها تريد استمرار هذه الحروب والإبادة الى ان تحقق إسرائيل أهدافها، فالقيادة السياسية الاسرائيلية ترى ان الرئيس جو بايدن ضعيف وتسعى تلك القيادة الى الاستمرار بالحرب حتى نهاية الانتخابات الاميركية، ويعمل نتنياهو وفريقه على اسقاط الحزب الديمقراطي انهم يقفون مع ترامب والحزب الجمهوري وبالتالي يسعون بكل ما يملكون من قوة إلى اسقاط من أعلن أنه صهوني منذ اكثر من ٤٠ عاماً، والذي قدم كل ?لاسناد والمساعدات لاسرائيل في حروبها الأخيرة واحدث مساعدة هو تقديم 5ر8 مليار دعم عسكري وذخائر جديدة ومتطورة، وجميع القنابل ذات الوزن ٢٠٠٠ رطل قدمت من الولايات المتحدة لقتل الأبرياء واغتيال القادة، ورغم ذلك فهو ضعيف ولا يقوى على الضغط على اسرائيل لوقف هذه المجازر في كل من غزة ولبنان، ولم يظهر شخص ما من الادارة الحالية قال كفى بل يقولون «إن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها»، وعليها ان تقتل كل من يعارضها، وانهم يُدافعون عن الحضارة الغربية، والمصالح الأميركية في المنطقة، وما هي إلاّ رأس السهم التي تُدافع عن القيم?الديمقراطية الغربية ومنظومة المصالح لتلك الدول! ومن هنا فإن أول هدف في السياسة الخارجية الاميركية هو ضمان أمن وبقاء اسرائيل وجاهزيتها للدفاع عن ذلك لو ادى ذلك الى حرب عالمية ثالثة.

الآن الهدف هو إعلاء مركزية إسرائيل في المنطقة من خلال إنهاء دول وإنشاء اخرى وتصبح المنطقة تحت السيطرة برمتها.

نقول دائماً إن لبنان هي باريس الشرق، وسويسرا العرب، في الستينيات من القرن المنصرم كانت ملجأ كل الأحرار، وكانت دولة حضارية مُتقدمة ومتنفسا لكل من أراد أن يأخذ جرعة من الأوكسجين، واليوم تدمر امام الأعين ويذبح شعبها من الوريد للوريد ألا تستحق منّا وقفة مشرفة دفاعاً عنها وعن شعبها النبيل، قبل أن تصبح غزة ثانية آخذين بعين الاعتبار أنها من الدول السبع التي انشأت جامعة الدول العربية. ــ الراي

مواضيع قد تهمك