الأخبار

الإعلام وتحفيز الناخبين على المشاركة في العملية السياسية

الإعلام وتحفيز الناخبين على المشاركة في العملية السياسية
أخبارنا :  

عمان - عبدالحافظ الهروط

أبو عرجة: إبراز الهموم الوطنية الجامعة

عبابنة: تشكيل رأي عام في حسن اختيار المرشح

تعول دول العالم على إعلامها الوطني ليؤدي دوره في القضايا التي تواجهها وتتبناها، ولتشكيل رأي عام يسند فيها اجهزتها وبما يحقق أهدافها.

في الاردن، تتسارع استعدادات العملية الانتخابية، يسعى فيها المرشحون وأنصارهم، للوصول بـ » نواب» إلى مجلس النواب العشرين، عبر القوائم المحلية أو الحزبية.

الثلاثاء المقبل سيكون يوم الاقتراع للناخبين الذين يكثر الجدل حول مدى مشاركتهم، وما مدى تأثير الإعلام في تحفيز المصوتين على المشاركة لإنجاح العملية الديمقراطية.

في هذا الجانب الإعلامي، تحدث لـ» الرأي» أستاذ الصحافة والإعلام، د.تيسير أبو عرجة، والأستاذ المشارك في كلية الإعلام بجامعة الزرقاء، د. أحمد عبابنة.

د. ابو عرجة

ندرك تماماً هذه الاهمية التي تتصل بوظيفة الاعلام ودوره في تحفيز الناخبين للمشاركة في العملية الانتخابية للمجلس النيابي العشرين. وهو المجلس الذي له خصوصية التعبير عن التحديث السياسي والمشاركة الحزبية بما يتفق مع طموحات بلدنا للانتقال الى الحكومات البرلمانية.

إن احداً لا ينكر اهمية الوظيفة السياسية للاعلام وكذلك الدور الذي يؤديه الاعلام في التأثير في الرأي العام بفئاته من خلال ما يمتلكه من قدرات ومهارات وأدوات تأثيرية ناهيك عن تعدد الوسائل الاعلامية واتصالها المباشر بحياة الجماهير وهمومها.

إن الاعلام مدعو بكل امكانياته للتأكيد على اهمية الاقبال على التصويت من اجل الوصول إلى برلمان قوي يعبر بصدق واخلاص واقتدار عن آمال الجماهير وطموحاتها.

كما ان البرلمان القوي معناه المساهمة بوجود جبهة داخلية قوية لأنه معني بالرقابة والتشريع وسن القوانين والقيام بالمهام الوطنية والدستورية ناهيك عن الخدمات المحلية والاجتماعية.

ان الاعلام من خلال هذا الدور التحفيزي يكون مؤدياً لدوره في تعزيز اللحمة الوطنية داخل المجتمع وإعلاء قيمة الشأن العام وإبراز الهموم الوطنية الجامعة. وبيان ان لكل مواطن دوراً مهما يستطيع من خلاله ان يمنح الثقة لأولئك القادرين على ان يكونوا في مستوى الحدث ومستوى المرحلة ومستوى الاحداث الراهنة والعاصفة في المنطقة وكذلك المستقبل وما ينطوي عليه من احتمالات عديدة.

ان على الاعلام ان يبين للجمهور الاردني اليوم مدى الحاجة إلى مجلس نيابي يكون على قدر طموحات الاردن وشعبه في الحفاظ على ما حققه من استقرار سياسي واقتصادي وتقدم في كثير من المجالات خاصة وسط هذه العواصف التي لم تهدأ منذ احداث الربيع العربي الى الحرب الراهنة بعد طوفان الاقصى.

ان الاعلام وهو بصدد هذه المهمة يستطيع من خلال نجاحه في مخاطبة الرأي العام ان يقطع الطريق على اشكال الحرب النفسية من مصادرها المتعددة والتي لا تكف عن بث الإحباط والشائعات والتركيز على السلبيات مما يهدف إلى التراخي والتراجع عن الاقبال على اداء مهمة التصويت.

د. عبابنة

تعد الانتخابات النيابية إحدى الركائز الأساسية للعملية الديمقراطية، لأنها تعكس إرادة الشعب وتضمن مشاركته في اتخاذ القرار.

ويلعب الإعلام دوراً حيوياً في تشكيل رأي الناخبين للمشاركة في الانتخابات إذ تتعدد وسائل الإعلام، منها محطات التلفزيون، والإذاعة، والصحف اليومية، ووسائل التواصل الاجتماعي، وكلها تساهم في تشكيل وعي الناخبين لأن كل وسيلة لها جمهورها.

اذا استثنينا تأثير الابعاد العشائرية في اختيار المرشح في بعض المناطق، فانه بتعرض الناخب الاردني لما تبثه وسائل الاعلام، يتكون لديه الوعي لتمييز المرشح المناسب، ويميز المرشح الذي يمتلك برنامجاً انتخابياً مقنعاً يعكس طموحاته، من ذلك الذي يعتمد على الشعارات عبر اللوحات الاعلانية والاعلانات في مختلف وسائل الاعلام.

1. الإعلام التقليدي

يعد الإعلام التقليدي، مثل الصحف اليومية ومحطات التلفزيون والإذاعة، محركاً في توصيل المعلومات للجمهور في فترة الانتخابات، ويتابع الناخبون البرامج الحوارية والنقاشية والتحليلات السياسية والمقالات التي تتناول المرشحين وبرامجهم.

وتساهم هذه البرامج في توعية الناخبين حول الخيارات المتاحة لهم، مما يؤثر بشكل مباشر على قرارهم بالتصويت أو عدمه.

كما تلعب التقارير الإخبارية دوراً مهماً في تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية الراهنة التي قد تؤثر على مصالح الناخبين.

2. وسائل التواصل الاجتماعي

في العصر الرقمي، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي إحدى المنصات التي يستخدمها الناخبون للحصول على المعلومات والتفاعل مع الأحداث.

فيما يستخدم المرشحون والأحزاب السياسية الحملات الدعائية عبر هذه الوسائل للوصول إلى جمهور واسع.

ومن مشاهداتي الميدانية أرى بأن للحملات الإلكترونية أداة فعالة للتواصل بين المرشح وجمهوره الانتخابي، كما يمّكن المرشحين من تبادل الأفكار والتفاعل مع الجمهور بكل سهولة ويسر، ويعتمد ذلك على قوة الطرح للبرامج الانتخابية ومدى اقتناع الناخبين بها.

3. تأثير الشائعات

مع تزايد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، يواجه الناخبون تحدياً كبيراً يتمثل في انتشار الشائعات والأخبار الزائفة والمعلومات المضللة التي تشكك بالعملية الانتخابية وبأن قائمة اعضاء المجلس النيابي معدة سلفاً. وتُعد هذه الظاهرة تهديداً حقيقياً للديمقراطية، حيث يمكن أن تؤدي إلى توجيه الناخبين بناءً على معلومات غير دقيقة. لذلك، يجب على الناخبين توخي الحذر والاعتماد على مصادر موثوقة للحصول على المعلومات.

وتنجح رسالة الإعلام عندما يحصل على المعلومات الصحيحة والموثوقة من مصادرها. وصولاً الى تعزيز المشاركة ونشر الوعي حول أهمية التصويت خاصة وأن الاردن يعيش في عين العاصفة.

لذلك لا بد من ابداء مزيد من المرونة امام جميع الاطياف السياسية وتشجيعها على المشاركة، وهنا ياتي دور الإعلام لكي يعزز الثقة بين الجميع ويسهم في زيادة نسبة المشاركة في الانتخابات وتحفيز الشباب على الانخراط في العملية الانتخابية.

مطلوب ايضاً من صناع القرار أن يكونوا اكثر شفافية في تعاملهم مع الجمهور وتوفير المعلومات لوسائل الاعلام التي تعزز مصداقية ادارة الانتخابات وصولاً الى تعزيز الثقة بالقرار الرسمي.

كما نتمنى على الجمهور الاردني أن لا يتابع الاخبار المضللة والشائعات التي لا تستند الى مصادر موثوقة، وأن لا يصدق كل ما تنشره وسائل التواصل الاجتماعي، سواء في ما يتعلق بالانتخابات النيابية او الاحداث اليومية المحلية او العربية او الدولية، وان لا يتعامل مع اي معلومة الا اذا كان متأكداً من مصادرها.وأن يستخدم الناخبون هذه الوسائل بشكل إيجابي، ما يعزز الديمقراطية ويجعل صوتهم مسموعاً لدى دوائر القرار. ــ الراي

مواضيع قد تهمك