الأخبار

رحل الغزاة خائبين وبقي الممر في أيدي المصريين..

رحل الغزاة خائبين وبقي الممر في أيدي المصريين..
أخبارنا :  

أممت مصر بقيادة جمال عبد الناصر قناة السويس في 26 يوليو عام 1956، وردت إسرائيل وبريطانيا وفرنسا بعملية غزو مشتركة للإطاحة بعبد الناصر، وكادت الحرب العالمية الثالثة أن تبدأ وقتها.

الاتحاد السوفيتي بزعامة نيكيتا خروتشوف وقف بحزم مع مصر، مشددا على حقها في تأميم قناة السويس التي كانت تسيطر عليها شرطة بريطانية فرنسية، وفي نفس الوقت احترام حرية الملاحة في هذا الممر المائي الحيوي.

السلطات المصرية وقتها تعهدت بدفع تعويضات مالية لجميع المستحقين، وأكد عبد الناصر أن جميع المساهمين وأصحاب الأسهم التأسيسية سيخصلون على تعويض عن اسهمهم بالقيمة المعروضة في بورصة باريس في اليوم السابق لدخول قرار الـاميم حيز التنفيذ.

رحل الغزاة خائبين وبقي الممر في أيدي المصريين..

بريطانيا وفرنسا رأتا في هذا القرار الذي سعت القاهرة من خلاله إلى إنهاء جميع أشكال الاستعمار والتبعية على أراضيها، تهديدا خطيرا لنفوذهما ومكانتهما الدولية.

رئيس الوزراء البريطاني أنتوني إيدن، صرّح خلال محادثات مع الولايات المتحدة بأن "إزالة عبد الناصر وإقامة نظام في مصر أقل عدائية للغرب هما من أهم الأهداف".

بالمثل، تحدثت فرنسا بلهجة عنيفة، وشدد وزير خارجيتها كريستيان بينو على أن حكومة بلاده لن تسمح لناصر بالإفلات!

رحل الغزاة خائبين وبقي الممر في أيدي المصريين..

العدوان الثلاثي الإسرائيلي البريطاني الفرنسي على مصر بدأ بالاتفاق على خطة "سيفر" السرية والتي قامت بموجبها إسرائيل بغزو الأراضي المصرية واحتلال سيناء بعملية سمت "قادش"، فيما أرسلت بريطانيا وفرنسا قواتهما في لبوس قوات لحفظ السلام، وبذريعة "فصل الأطراف المتحاربة". هذه العملية العسكرية أطلق عليها اسم "الفارس"!

حين تفجرت الأزمة، لم يتردد الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف في توجيه تهديدات نووية مباشرة ضد باريس ولندن، فيما وقفت الولايات المتحدة جانبا ولم تساند العدوان الثلاثي، ربما كي تعرف لندن وباريس حجمهما الحقيقي، وتختفيان نهائيا من السباق على الصدارة الدولية.

رحل الغزاة خائبين وبقي الممر في أيدي المصريين..

فشل العدوان الثلاثي، وسحبت بريطانيا وفرنسا قواتهما من الأراضي المصرية في قناة السويس، واستبدلت، في سابقة هي الأولى، بقوات تابعة للأمم المتحدة، كما سحبت إسرائيل قواتها من شبه جزيرة سيناء في عام 1957. بالمحصلة، انتهى الدور البريطاني كدولة عظمى وتحولت مع فرنسا إلى الصفوف الثانية.

بريطانيا ووضع اليد على قناة السويس:

قناة السويس شقت في منتصف القرن التاسع عشر، وكانت مشروعا مشتركا مصريا فرنسيا مشتركا. دخلت بريطانيا على الخط في عام 1870 بشرائها الحصة المصرية من الأسهم.

كان هذا الممر المائي الحيوي استراتيجيا لبريطانيا، لذلك احتلت مع بداية الحرب العالمية الأولى هذا البلد، وحولته إلى محمية منتزعة إياه من الإمبراطورية العثمانية. منحت مصر استقلالها شكليا في عام 1922، واكتسبت المزيد من السيادة في عام 1936، إلا ان القوات البريطانية ظلت مرابطة في منطقة القناة حتى عام 1956.

تاريخ قناة السويس القديم:

بدأ تاريخ هذا الشريان الملاحي الاصطناعي الحيوي منذ العصور القديمة، وتم بواسطة هذا المشروع ربط البحرين الأحمر والأبيض المتوسط بممر مائي في الالفين الثانية قبل الميلاد. يعتقد أن هذا الأمر جرى في عهد الفرعون رمسيس الثاني.

جددت القناة المائية الاصطناعية في عهد الملك الفارسي داريوس الأول أثناء سيطرة الفرنس على مصر، كما أعيد بناؤها في فترة الحكم الرومانية، ثم طمرت بالطمي تدريجيا وهجرت اعتبارا من القرن الثامن الميلادي، إلى أن عادت إلى الظهور في القرن التاسع عشر بمشروع المهندس الفرنسي، فرديناند دي ليسبس.

رحل الغزاة خائبين وبقي الممر في أيدي المصريين..

ثورة 23 يوليو عام 1952 في مصر بزعامة جمال عبد الناصر، قلبت الأوضاع في البلاد وفي المنطقة. اتخذت قرارات جريئة بإرادة وطنية حازمة، من بينها تأميم قناة السويس. فشل العدوان الثلاثي الإسرائيلي البريطانية الفرنسي، وبقيت قناة السويس في يد المصريين، كما بقي عبد الناصر في مكانه، فيما تراجعت لندن وباريس لتقفا خلف الولايات المتحدة بأشواط، وتبقيا على هذا الحال.

المصدر: RT

مواضيع قد تهمك