الأخبار

عبد الله حمدان الزغيلات : مرشحو الإجماع.. فرصة حقيقية للوصول إلى "القبة"

عبد الله حمدان الزغيلات : مرشحو الإجماع.. فرصة حقيقية للوصول إلى القبة
أخبارنا :  

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

قال تعالى: "إن خير من استأجرت القوي الأمين". صدق الله العظيم

الأهل والعزوة والعشيرة في محافظتنا الشماء.. الكرك التاريخ والمجد، بداية يطيب لنا لهذا اللواء العريق "لواء عـي" وعشائره الكرام "البرارشة"، أن نهديكم أطيب السلام وأرق التحيات ونحن نتوجه لكم من خلال كلمتنا هذه، لنضعكم بصورة أهمية الحراك الانتخابي القائم وما تم بذله من جهود بما يخص الانتخابات النيابية لمجلس النواب القادم في دورته العشرون.

إيمانًا منا بأهمية وحدة الكلمة والموقف، لا بُدّ من وجود مشاورات واتصالات مكثفة، ومساع حثيثة داخل اللواء وبين عشائر البرارشة، للخروج بموقف موحد لتبني وجهات النظر التي تخدم الصالح العام لأبناء محافظتنا الحبيبة والوطن الغالي على قلوب الجميع، وذلك من أجل تحقيق حلم أبناء اللواء بالنجاح والتوفيق في الانتخابات القادمة -إن شاء الله- والذي غاب عنا سنوات طويلة، إذ لا سبيل لذلك إلا بالاتحاد في الكلمة والموقف لأبناء لواء عي جميعًا، فمن الضروري ترتيب البيت الداخلي أولاً، لنصل إلى ترتيب بيتنا الأكبر، بهمة النشامى والغيورين، لتكتمل مسيرة الاتحاد بحيث يبدأ كل فرع من عشائر البرارشة بترتيب بيته الداخلي، بما يخدم المصلحة العامة. وإننا في هذا اللواء الطيب أهله نعتبر هذه الخطوة عبارة عن خارطة الطريق لنجاح عشيرتنا بمقعد نيابي يمثل أبناء اللواء.

فعشيرتنا حالها حال بقية شقيقاتها في المحافظة، إذ لا نقبل بغير النجاح نتيجة حتميه

-إن شاء الله-، مهما كلف ذلك من تضحيات، وتضع عشيرتنا جميع امكاناتها تحت خدمة وتصرف الأهل في سبيل الوصول إلى قائمة موحدة تمثل أبناء اللواء ومعهم ممثلون من بقية المحافظة بالآلية التي يتوافق عليها الجميع.

وبناءً على ما تقدم، لا بُدّ من الإشارة إلى أهمية عقد انتخابات داخلية للخروج بمرشح إجماع بعد التداول والمشاورات بموضوع ترشح من يرغب بخوض غمار الانتخابات النيابية القادمة، مؤكدين التزامنا جميعًا على مبدأ تغليب المصلحة العامة من خلال توحيد الكلمة والرأي، وأن ينتهي هذا الأمر بالإجماع والتوافق على أشخاص يمثلون الجميع من كل عشيرة دون استثناء.

ويجب وضع أنظمة وتعليمات من قبل لجنة انتخابات اللواء، والتي ستشكل من أعضاء مشهود لهم في النزاهة والأمانة والحياد، وتستطيع الاستعانة ببعض بنود وتعليمات الهيئة المستقلة للانتخاب، وأيضًا وثائق داخلية للعشائر في محافظتنا الأبية، والقليل من الأعراف والعادات غير المنصوص عليها في أي مكان.

وبفضل الله الأردن أنجز كل القوانين المتعلقة بتحديث المنظومة السياسية، وهي خطوة باتجاه فحص التجربة الحزبية الحقيقية عبر خوض الانتخابات البرلمانية، مؤكدين أن نجاحها سيمكن الأردنيين من إعادة تشكيل الخارطة الحزبية السياسية في البلاد، كما نعتقد أن الإرادة السياسية جادة بإحداث تغييرات سياسية جوهرية في آلية الحكم في الأردن، فالنظام السياسي مقتنع بشراكة المواطن في صناعة القرار السياسي.

من مبدأ لا إصلاح سياسي دون أحزاب، فلا بُدّ من اللحاق بالركب الحزبي، والانضمام للأحزاب التي نراها تتوافق مع اتجاهاتنا السياسية في إطار التعددية والحرية، ولا ضير من اختيار مرشح إجماع لديه تجربة حزبية، على أن يكون قيادي في أحد الأحزاب الحالية ورأس القائمة العامة.

وعليه، علينا جميعًا اختيار مرشحي الإجماع بناءً على هذه المعايير ويجب تضمينها في التعليمات قبل البدء في عملية الانتخابات الداخلية:

1- القوي الأمين: حتى يستطيع الدفاع عن مصالح المواطنين ويدعم عجلة التنمية ومكافحة الفساد.

2- الابتعاد عن العشائرية الضيقة: أخذ معاني العشيرة الإيجابية التي تهدف لبناء الوطن والحفاظ على مقدراته.

3- الشخص المناسب في المكان المناسب: اختيار مرشح لديه أسلوب في الحديث وقدرة على الإقناع والفكر الذي يحمله، ولهذا من أهم صفات المرشح المقبل أن يكون أكاديميًا ومتخصصًا في مجال عمله ولا يكون يقرأ ويكتب فقط، ولا يقتصر فقط على تعالي الصوت، لابد من أن يكون الأكثر كفاءة وقدرة على العمل، فمن غير المعقول أن نختار المتسلقين والساعين إلى المصلحة الشخصية، ونطالبهم بالإصلاح، لأن الإصلاح لا يأتي إلا من أصحاب الكفاءة والنزاهة.

4- صفات القيادة: إن الصفات التي ندعونا لاختيار مرشح الإجماع يجب أن تعتمد على نقاط واضحة وصفات محددة لا لبس فيها، كمواقفه في المجلس إذا كان من الأعضاء السابقين، وقياس مدى حرصه في الدفاع عن الإصلاح والتنمية ومكافحة الفساد. إن اختيار المرشحين يجب أن يخضع للأنسب والأكثر كفاءة، والبحث عن صاحب الفرصة من أبناء العشيرة، فلا يمكن الخروج عن إطارها، لكن من دون تشدد أو تعصب، فمن يتقدم يجب أن يكون الأفضل، علاوة على ذلك أهم الصفات التي يتمتع بها المرشح هي: الأمانة، والصدق، والسمعة الحسنة بين الناس.

5- توقيع عهد وميثاق: فمن يحترم العهد والميثاق أمام الناخبين من أبناء العشيرة ويعمل على تنفيذ وعوده لهم هو من يستحق الصوت، أما غير ذلك فلا يستحق أن يصوت له أحد.

6- مواجهة التحديات: لأننا نحتاج برلمانًا حقيقيًا يعمل على إيجاد حلول جذرية لكل المشاكل التي نعاني منها، كالبطالة، والفقر، والصحة، وغيرها من المشاكل العالقة، فلا بُدّ من المرشح أن يكون على قدر عالٍ من المسؤولية لمواجهة هذه التحديات.

7- مستقبل الأردن: أن الأردن يستحق الأفضل، ولهذا علينا حسن الاختيار من أجل الأردن ومستقبله. ويجب على الناخب أن يكون حرًا في اختياره، ولا يخضع لأي ضغوط من أحد.

8- مقدرات الوطن: إن القوي الأمين هو من يستحق الصوت، لأنه سيكون قادرًا على الدفاع عن مقدرات الوطن وثرواته وكيانه وسيادته، والمرشح الذي لا يحمل رؤية إصلاحية لا فائدة منه، وهو مرشح "موافق" لا يخالف تيار السواد الأعظم في أي توجه، لأننا نريد المرشح المصلح القيادي الرامي إلى التغيير نحو الأفضل.

9- المرشح الحزبي القيادي وليس الحشوة: تشهد الانتخابات القادمة حراكًا حزبيًا، حيث حدد قانون الانتخاب مقاعد مخصصة للأحزاب تمهيدا لمجالس حزبية، وعليه لا بُدّ من المشاركة في هذا الحراك من أجل المصلحة العامة.

إن المجتمع الأردني أصبح أكثر نضجا من أي وقت مضى، فما نراه خلال هذه الأيام يكشف لنا وعي الناخب وقدرته على اختيار الأمثل، لكنه في المقابل يحتاج إلى مرشحين قادرين على دفع دفة التغيير إلى الأمام، وهذا ما نسعى إليه من خلال عقد الانتخابات الداخلية، حيث يكون لنا بصمات باختيار قيادات إصلاحية همها الأول والأخير المصلحة العامة.

أبناء لواء عي خاصة وأبناء الوطن عامة، على الجميع أن يعلم أن العشيرة جزء أصيل لا يتجزأ من المجتمع، وجميعهم يحتاجون إلى من يرعى مصالحهم، ويسعى إلى إيجاد حلول لمشاكلهم، بعيدا عن التعصب والتشنج، فكثرة الصراخ في المجلس لن تعالج معاناة المواطن، ولهذا يجب رفع شعار العمل ولا شيء غيره، خلال المرحلة المقبلة حتى تسير مسيرة الأردن نحو بر الأمان.

فقد يرى البعض أن الإجماعات العشائرية تشكل مخالفة للدستور والتشريعات والمعايير الوطنية الخاصة بالانتخابات، لأنها تحرم أشخاصًا من الترشح نتيجة الالتزام العشائري، وتمنع آخرين من المشاركة بالتصويت، ونرى خلاف ذلك لأننا نوحد العشيرة التي هي اللبنة الأساسية للمجتمع، وإذا صلحت صلح المجتمع، وما تضعه من معايير لاختيار مرشح إجماع كفيله لإفراز مرشح كفاءة يقود دفة التغيير المنشود.

وغيرهم يضنون أن العشائرية قيامها على رابط القرابة وليس الفكر أو التيار السياسي، ما يؤدي لإقصاء أشخاص أصحاب مؤهلات وكفاءة وقد يكون لهم فرصة في الانتخابات، بحسبهم، فهذا بعيد كل البعد عن الحقيقة لأن العشيرة تقدم الشخص المناسب بناءً على معايير يتوافق عليها الجميع، والعشيرة لا لوم عليها، فهي بحثت عن أكثر وسيلة منطقية للتعامل مع الحالة القائمة حسب الأصول دون تجاوز القانون.

وعليه يجب على كل مرشح تقديم برنامجه الانتخابي قبل تقديم طلب الترشح للانتخابات الداخلية، وكلنا ثقة في عشائر البرارشة لإفراز مرشحين يمثلون الجميع في الانتخابات القادمة.

والله من وراء قصد.. وصلنا إلى الختام، ونسأل الله العلي العظيم أن يجعل ما تناولناه في ميزان حسناتنا وحسناتكم، وفي الختام الحمد لله رب العالمين.

ــ الراي

مواضيع قد تهمك