د.محمد يوسف أبو عمارة يكتب : أُحِــــبُّ الــــوَرد
بِقَلَم : د.محمد يوسف أبو عمارة :
أُحِبُّ الوَرد .. وأُحِبُّ أَن يُهدَى الوَرد .. وأُحِبُّ أَن أُهدي الوَرد وأُحِبُّ أَن أُهدى الوَرد ..
فالوَرد يَحمِلُ كُل معاني الجَمال والأناقَة والحُبّ والغَزَل والشَّفافية .
فَعِندَما تَعجَزُ الكَلِمات عَن وَصف مَشاعِر الحُب ، ويَقِف العَاشِق مَكتوف الأيدي ومُنعَقِد اللّسان ، وتَعجزُ حُروف اللُّغة عن ابتِكار مُصطَلَحات تُعَبِّر عَمَّا يَجيش في صدره ، تَأتي الوَردَة – كَهَديَّة – لِتَحمِل كُلّ هذه المَعاني مَعًا فَتَختَصِر المِئات مِنَ الكَلِمات والآف أبيات الشعر ، وتَحمِلُ في كُلّ وَرَقة مِن أوراقِها كلمة حب أو نبضة قلب وتَنثُرُ السَّعادة في المَكان الذي توجَد فيه ...
وحينَما يَحمِلُها المُذنِب بِحَقِّ شَخص آخر ، تَحمِلُ عَنهُ عِبءَ الإحراج وتُقَدِّم كُلّ مَعاني الاعتِذار والأَسَف في كُل غُصن ، أو وَرَقة مِن أوراقِها لا بَل وتَنثُر ضِمنَ رائحتِها الزَّكيَّة جَوًّا من الحُبّ والأُلفَة والتَّسامُح .
وحينَما تُقدَّم لِذلك المُتَفَوِّق فَهِيَ تَحمِلُ كُلَّ مَعاني الفَخر والنَّشوة بالإنجاز ويَشعُر الذي يَستَقبِلُها بأنَّهُ قَد حَصَل على حَقِّه مِنَ التَّقدير فأيّ كَلِمَة سَتُقارَنُ مَع الوَردَة سَتَخسَر .
فأيُّ لِسانٍ يَستَطيع أَن يُجاري الوَرد ؟!
وحينَما تُقَدَّمُ لِمَريض في مَشفى فَهِيَ تَحمِلُ في طَيّاتِها التَّمنيّات الصَّادِقة بالشِّفاء العاجِل والحُبَ والتَّعاطُف فَما عَساكَ أَن تَقولَ للمَريض ؟!
وهَل سَتَكون بفصاحة تِلكَ الوَردَة البَيضاء التّي تَحتَضِنُ المَريض لِتُخَفِّف مِن حِدَّة مَرَضِه لا بَل وقَد تَكون طَريقه للشِفاء ...
فالوَرد يا أصدِقائي أُعجوبَة مِن أَعاجيب الخالِق يَصلُحُ لإِصلاحِ أَيّ مَكسور بَل ويُعَوِّضُ أيّ مصاب أَو مَهدور ... يا لَسِحرِكَ أيُّها الوَرد !!
وأَعجَبُ مِن أولئكَ الذين يَقولون : لا تهدي وَردًا لأنَّه سيذبَل بَعدَ أيّام وسَيَكون مَصيره إلى النُّفايات . بل أهد شيئاً يستفاد منه!
بأيِّ عَقلٍ يُفَكِّرُ هؤلاء ؟! وبأي قلب ؟؟
لا بُدَّ أنَّهُم لَم يَشعُروا بلذة النَّشوَة التّي يَستَقبِلُ بِهَا المُهدى الوَرد .. نَظرَة عيونِ العاشِق حينَمَا يَمسِكُ بالوَردَة الحَمراء .. وخفقة قلب المَريض حينَما يَستَقبِلُ الوَردَة البيضاء ..
أَو لا تَكفي هذه النَّشوة بأن نُهدي وَردًا طيلَة العُمر ؟!
سيِّدَتي الوَردَة السَّاحِرة – الآسِرَة -
اسمَحي لِي أن أشكُرَك للجَمالِ الذي تُضيفينَهُ لأيّ وُجود !
واسمَحي لي أن أُكَرِّرَ ...
أنَّني أُحِبُّ الوَرد .. وأُحِبُّ أن يُهدَى الوَرد .. وأُحِبُّ أن أَهدي الوَرد .. وأُحِبُّ أن أُهدى الوَرد !